عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-23, 07:20 PM   #376
تيه ..!

الصورة الرمزية تيه ..!
طَيْفُ خَيَال ..!

آخر زيارة »  06-09-24 (08:08 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



تشهّيتُ الطفولة فيكِ

مذ طارت عصافيرُ الربيعِ

تجرّدَ الشجرُ

وصوتك كان يا ما كان

يأتيني

من الآبار أحياناً

وأحياناً ينقِّطه لي المطُر

نقيا هكذا كالنارِ

كالأشجار كالأشعار ينهمرُ

تعالي

كان في عينيك شيء أشتهيهِ

وكنتُ أنتظرُ

وشدّيني إلى زنديكِ

شديني أسيراً

منك يغتفُر

تشهّيت الطفولة فيك

مذ طارت

عصافير الربيع

تجرّد الشجرُّ

ونعبر في الطريق

مكبَّلين

كأننا أسرى

يدي لم أدر أم يدُكِ

احتست وجعاً

من الأخرى

ولم تطلق كعادتها

بصدري أو بصدرك

سروة الذكرى

كأنّا عابرا دربٍ

ككلّ الناس

إن نظرا

فلا شوقاً

ولا ندماً

ولا شزرا

ونغطس في الزحام

لنشتري أشياءنا الصغرى

ولم نترك لليلتنا

رماداً يذكر الجمرا

وشيء في شراييني

يناديني

لأشرب من يدك

ترمّد الذكرى

ترجّلَ مرةً كوكب

وسار على أناملنا

ولم يتعبْ

وحين رشفتُ عن شفتيك

ماء التوت

أقبل عندها يشربْ

وحين كتبتُ عن عينيك

نقّط كل ما أكتب

وشاركنا وسادتنا

وقهوتنا

وحين ذهبتِ

لم يذهب

لعلي صرت منسياً

لديك

كغيمة في الريح

نازلة إلى المغربْ

ولكني إذا حاولتُ

أن أنساك

حطّ على يدي كوكبْ

لك المجدُ

تجنّحَ في خيالي

من صداك

السجنُ والقيدُ

أراك استندتُ

إلى وسادٍ

مهرةً تعدو

أحسكِ في ليالي البرد

شمساً

في دمي تشدو

أسميك الطفولة

يشرئبّ أمامي النهدُ

أسميكِ الربيع

فتشمخ الأعشاب والوردُ

أسميك السماء

فتشمت الأمطار والرعدُ

لك المجدُ

فليس لفرحتي بتحيُّري

حدُّ

وليس لموعدي وعدُ

لك المجدُ

وأدركَنا المساءُ

وكانت الشمسُ

تسرّح شعرها في البحرْ

وآخر قبلة ترسو

على عينيّ مثل الجمرْ

خذي مني الرياح

وقّبليني

لآخر مرة في العمر

وأدركها الصباحُ

وكانت الشمسُ

تمشط شعرها في الشرقْ

لها الحنّاء والعرسُ

وتذكرة لقصر الرق

خذي مني الأغاني

واذكريني

كلمحْ البرقْ

وأدركني المساء

وكانت الأجراسْ

تدق لموكب المسبية الحسناءْ

وقلبي بارد كالماسْ

وأحلامي صناديقٌ على الميناء

خذي مني الربيع

وودّعيني


 

رد مع اقتباس