عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-23, 07:17 AM   #448
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:43 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



في الهجرة..

تعلمُ تمامًا أنّ في التَّخلّي فَنُّ التَّمسُّك، وأن اعتزال الأذى لا هوان فيه، وأنَّ الله يرسم لك خارطة السَّير وإن جَفَّ قَلَمُك، لتخرج من التَدبير إلّى التَّدبُّر، ومن ثُقل التكليف إلى رحمة التخفيف، ليغَرس نبتةَ التّسليم فيك، لتكون المؤمن القوي، فالهجرة بداية خَط الاستواء في كونك، قبلها أنت شيء، لكن بعدها أنتَ أشياء، بعدَها يبدأ البناء، مِن صَقل القَلب وتدريب الجوارح، و ترتيب ما تراكم في دواخلك.

الهجرة؛ أنّ تهجر هواك، حتى يستقيم السَّير، فالسير لله جُلُّه قلب فإن استقامَ أقام، الهجرة؛ الخروج من اعتيادك لغارِ الامتلاء، أن تصعد على حِراءٍ فيك، لتُلقي الأحمال عنك، لتبتعد عن كُلّ صغيرٍ أوهن عزيمتك، وهنا اختَر جيدًا مَن تُرافق! من تَشُدّ على يده، من تغارُ عليه، من تراكَ فيه، من يؤمن بقولك مثل قَلبك، ويسير معك ألفَ عامٍ قاصدًا الهدف.. "أبو بكرٍ الصِّدّيق يُعلّمك أنَّ الإنسانَ حتى لو كان نبيًا فإنه يحتاج الرّفيق"..وما أعظم خُطاكَ إن كُنتَ صِدِّيقًا لمَن سارَ معك.

الهجرة، قرارٌ لا فرار، قد يَحمى الجَمر نعم! لكننا لا نُرخي يدًا وقلب، نستمسك بالقرآن كما السِّقاء، نهجر الفتور، نقومُ لله سيرًا لا وقوف فيه، نحمل سيرة النَّبي نبراسًا لنا، نكون الفاروق إذ مشى، والصِّديق إن حَكَم، وخالدٌ إنَّ شَقَّ صَفّ الجُند بقلبٍ حَيّ، لا نهونُ ساعةً فنكون الثغرة، بل نُقيل العثرة، نهجُر الكلام ونعانق الفعل جسدًا واحدًا، نرُصُّ الصّف فينا أولًا، فتستقيم لنا الحياةظ

في الهجرة، أستغفر الله من كلّ لحظةٍ كنت قادرًا فيها على الغرس ولَم أفعل، وعلى كلّ لحظةٍ آثرت فيها الرّاحة على التّعب، والفراغ على الامتلاء، نُجدّد عهد العمل، وبَذل الوُسع، وجمالية التَّعَب، واستذكارَ قلب النّبي، وألف تفصيل.

في الهجرة.. فليُهاجر كلّ واحدٍ منكم شيئًا عَطَّلَ عليه مسيرته، وليَضبِط مِنَ اليوم سَريرته، لتُخَلّد بَعد المَوت سيرَتَه، أما اشتقتم؟ قُلنا بلى، إذًا فالعمل.

أسعدكم الله اينما كنتم
الى لقاء آخر ان شاء الله