لدي طالب يبلغُ من العمر ثلاث و عشرون عامًا
أخفق أكثر من مرة بأحد السنوات حتى أستطاع اجتيازها
مُحبط طيلة الوقت و يستنقصُ من ذاته
تم تشخيصه بالاكتئاب و القلق و ثنائي القطب
متعلقٌ بي بدرجة كبيرة
إلى حد أني أعرف كل صغيرة و كبيرة بحياته
أول مرة حادثني بها طلب مني أن ارشده على طريقة تساعده على النجاح و بالفعل رافقته في دراسته حتى اجتاز اختباره بنجاح و لازلتُ أساعده بالدراسة، حكى لي عن نفسيته و أطباؤه و علاجاته
عن طفولته عن والديه عن مخاوفه و عن الكثير الكثير

في الحقيقة كنتُ أعطفُ عليه
رغم أن مشاكله ما قاربت حتى ما رأيتُ أنا في حياتي في عمرٍ أصغر منه حتى ، رغم هذا حاولتُ احتواء مشاكله و تفهمها و الاستماع لحديثه


لكن مع الوقت بدأتُ أشعر أني اتأثر بنفسيته
يعني أحيانًا أكون في مزاجٍ جيدٍ مرتاح
فيأتي و يحكي لي عن نفسيته المتدنية و عن بكائه و قنوطه
فأجد نفسي أُطبطب من جهة و من أخرى تتأثر نفسيتي سلبًا

و لا أدري حقيقة كيف لي أن أتعامل معه
و أنا أعلم أنه يخضع للعلاج و لا أريدُ الانسحاب فجأة و التأثير عليه سلبيًا ، و لا أريد تحمل المزيد على عاتقي
فقد استغرقتُ سنين عمري حتى أعالج ذاتي بذاتي
و لا أُريد العودة لنقطة الصفرِ من جديد
فأنا تحولتُ من شخصية هشة حاولت الانتحار كثيرًا في عُمر الخامسة عشر إلى النقيض تمامًا من القوة و العزيمة في الحياة حياة هنيئة مهما كلفني الأمر

و حقيقة أنا أرى فيه نفسي القديمة
لكن لا أريد العودة
سامحني