سألتني أختي : لماذا تضحكين ؟!
فأجبتها : فوولتر و ربنا فولتر !
أعماقي مخيفة ... مخيفة جداً
حتى أني أصبحت أخشى الجلوس معي أكثر من مدة النوم
و أهرع كل صباح لخوض غمار الحياة
أنخرط في جدول مواعيد مرهق جداً
حتى وقت الفراغ المخصص للراحة أزور فيه المستشفيات لتفقد حالتي الصحية الجيدة - إلى حد ما -
هنالك فجوة ... أو يمكن أن أسميها حفرة عميقة لا قرار لها بداخلي ... أعتبرها بيئة خصبة لتكاثر الأوهام و الأحزان ...
قد يبدأ الأمر بذكرى جميلة ... كوجه طفلة بريئة ... و في غضون ثوان تنمو لها أنياب و مخالب !!
تبدأ أصابع الذكرى بجرجرتي لهذا العمق ...
تُغريني بملاقاتكَ و تعِدني بكَ هناك ... في ما وراء الضوء الذي انطفأ !
حتى أنتبه و أنا مضرجة بالدموع ... أبحث عن قنينة الماء تلك ... التي كانت بيدك !
لقد رأيت مئات منهن يرتوين منها ...
عجباً كيف أنني مذ شربت منها ... لم أكتفي قط !
و الأعجب أنك مؤخراً لم يعد لك وجه و لا أقدام و لا صوت ...
كخيال مآتة ... لا يفزع منه إلا الأنقياء !
تتطاير أشياءكَ ... و أشلاءكَ بداخلي
و أتحوّل إلى عاصفة من ضحك في ثوان ... ريثما أجد أقرب مخرج من ذاكرتي !
آه لو تعلم ... أن ضحكاتي صارت عاراً يترك على وجهي هالة من الحرج الداخلي ...
الذي استدعى أختي لسؤالها السالف : لماذا تضحكين ؟!