عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-23, 07:22 AM   #1445
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:16 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




مداخل الشيطان إلى القلب

إن القلب لا يخلو من الخواطر والأفكار *، والشيطان يقف لابن آدم بالمرصاد قال تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) فهو يلقي في العبد الوساوس والأفكار المضرة ويحول بينه وبين القيام بالأعمال الصالحة ..
* يصف العالم ابن القيم الجوزية في كتابه *( الجواب الكافي *) حالة الإنسان المؤمن والشيطان وكيف الحرب بينهما؟

وما هي الوسائل التي يستخدمها الشيطانُ*لغواية العبد ؟

يستعرض الإمام ذلك في تصوير جميل حتى لكأنك تعيش معها أحداث الحرب نذكر منها على سبيل الاختصار :

* انظر إلى التقاء الجيشين واصطدام العسكرين ، أقبل ملك الكفر *بجنوده وعساكره فوجد القلب في حصنه جالس على كرسي مملكته أمره نافذ في أعوانه وجنده ،
*وقد حصنوا به يقاتلــون عنــــه
ويدافعون عن حوزته، فلم يمكنهم الهجوم عليه إلا بحيل فسألوا عن أخص الجند به وأقربهم منزلة ؟

*فقيل له: *هي *النفس
فقال الشيطان لأعوانه : ادخلوا عليها وانظروا موقع محبتها وما هو محبوبها *؟
فعدوها به ومنوّها إياه وانقشوا صورة المحبوب بها في يقظتها ومنامها ، فإذا اطمأنت إليه فاطرحوا عليها كلابيب الشهوة ورابطوا على الثغور التي هي : (العين والأذن واللسان والفم واليد )
*****
ومتى دخلتم منها إلى القلب فهو قتيل أو أسير أو جريح ولا تمكنوا سرية تدخل منها إلى القلب فتخرجكم منها وإن غلبتم فاجتهدوا في إضعاف السرية حتى لا تصل إلى القلب فإن وصلت إليه وصلت ضعيفة لا تغنى عنه شيئا ،

فالقلب هنا في هذا المثال السابق كالحصن والشيطان عدو يريد أن يدخل هذا الحصن ليستولي عليه لذلك لابد من معرفة أبواب الحصن ومداخله التي يستطيع أن ينفذ الشيطان إليها حتى يمكن سدّها وحراسة أبوابها وهي كثيرة

*ونستكمل تصوير ابن القيم في خطط *الشيطان للدخول لهذه المنافذ :

1- الغفلة : *
فأغفلوا قلوب بنى آدم عن الله تعالى والدار الآخرة بكل الطرق فإن القلب إذا غفل عن ذكر الله تمكنتم منه.

*2- الشهــوة*:
زينّوها في القلب وحسّنوها في العين واستعينوا على الغفلة بالشهوات وعلى الشهوات بالغفلة وإذا وجدتم جماعة تذكر الله فاستعينوا عليهم ببنى جنسهم من الإنس البطالين وشوشوا عليهــم *.

3- الغضــب *:
إذا لم تقدروا عليهم بالشهوة فادخلوا عليهم بالغضب واعلموا أن سلاحي الشهوة والغضب من أعظم الأسلحة لمحاربة بنى آدم وإنما أخرجت أبويهم من الجنة بالشهوة وإنما ألقيت العداوة بين أولادهم بالغضب فبه قطعت أرحامهم وسفكت دماءهم.

واعلموا أن الغضب جمرة في قلب ابن آدم وإنما تنطفئ النار بالماء والصلاة ، وإياكم تمكنوا ابن آدم عند غضبه وشهوته من قربان الوضوء والصلاة فقد أمرهم نبيهم،*بذلك *حيث قال : ( إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم من احمرار عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس بذلك فليتوضأ ) وقال لهم : ( إنما تطفأ النار الماء )

وقد أوصّاهم الله أن يستعينوا عليكم بالصبر والصلاة فاستعينوا أنتم عليهم بالشهوة والغضب.

نستكمل* تصوير ابن القيم في ذكر باقي المنافذ التي يدخلها الشيطان ويصل منها للقلب أعاذَنا الله وإياكم منه في المرة القادمة إن شاء الله
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

مجالس الصالحين��


 

رد مع اقتباس