البارحة مَــرّت على بالـي وهـــي تختـال
سألتها : يا طفلة الـــرّيف المدينــة ويــن ؟

قالت : على مدّ النظر ليت النَّظر مِرسال
بَـــسّ المسافة شاااااسعة لَــوّ إنّها متـرين

حتى تشوفين الضَّجيـج الّلي تِبــي يغتــال
فيك الجُنـــون العاقــل المتمــرّد المِسكين

لــوّ المدينـــة تشبهك .. فيها هَــداوة بــال
رَغم الصَّخَب في خَافقك ما يكره التَّمدين

ما تشبهك وانتي هنا في داخلــك مـا زال
باقي مَلامــح روحي المتعفرتة .. للحيـن

كنتي قَبــل تِتْعقّــل بنظــراتك .. الأشكال
طفـــلٍ تنــام الشَّيطنة .. بِعيونـه الثّنتيــن

طفــلٍ يعلّــم لا زعل .. غيماتـه التّــرحال
واليا رضى علّــم مشاعرها دَفا التَّوطين

كنتي قبل لا ينضج الحَكْي بْفَــمَ الأطفـال
عـن رَبْكَة المَا للحَجَر يا مُرهفة تحكيــن

كنتي جنون وفلسفة .. وأشياء لو تنقال
يفتح له المعنى دَفا نفسه على الجَالين

قلت:أدري إنّي ما نسيت إنْ لي هناك ظْلال
عَيَّت أَبَد .. لا ترحـــل بْتلويحــة المقفيــن

وادري هناك بكلّ ما فــي ليلي مْــن امال
كانت لي عيـــونٍ تزمّ لصبحها شمسيـــن

وادري هناك انّي على مرّ الحنين إنْ طال
طفلة قبــل لا ايقاعهم يستــدرج الغَــاويــن

كانت على جَال القَصَب في راسها موّال
ليت القَصَب غنّى على مَوَّالها مْن سنيـن

وبْهالحياة ادري بِأَنْ بَعْض الفراق وصال
وانّ الرُّجوع لذاتك أَبَلغ من حنين الطّيـن

واشياءك الّلي تحبّها بُكره تصير أَطــلال
لو ما مشت عالموت مِعْك البارح وبعدين


سُرَى
في جال القصب
هذا النص عظيم للحد الذي يدعونا
للتأمل في كل مرة نقرأه