نقول ( شمس الصباح )
و نقول ( شمس الظهيرة )
و نقول ( شمس المغربية )
و نحن نعلم و نعي أنها كلها شمس واحدة...
هي ذاتها
و ما جعلنا نفضّل شمس الصباح أو المغربية على شمس الظهيرة
لنرى الاولى لطيفة ،
و الثانية حارقة ،
هو الزمن ...
و ما ينطبق على الشمس ينطبق علينا
فنصف الطفل بالبراءة
و نصف الشيخ الكبير بالطيبة
و ما بينهما ( تبرز حِدة الانسان و شدته و قسوته أحيانا )
و قد يفوق في إنفعالاته و حرارته حرارة شمس الظهيرة
و الفارق الذي
يجعلنا نعذر الشمس ...و لا نعذر الانسان في هذا المقام
أن الشمس مأمورة و لا قرار لها بشأن تغيير أحوالها
بينما الانسان مسؤول عن نوع تأثيره في محيطه
خاصة حينما يبلغ رشده و أشده
و مرور الزمن عليه في حالته
تحدي...يجعله مُكلّف بإحكام قبضته على نفسه ...
و كيف للانسان أن يُحكم قبضته على نفسه؟
بغراس الإيمان في بداياته
حتى ينمو و يترعرع و يحميه و يحفظه
بإحاطة نفسه بما يُظِل طريقه
من أفكار....و قناعات...و إستبصار بالذات
و ما أنزل الله عز وجل الدين بتعاليمه السامية الراقية
إلا كـ مَدد و كـ عَون له في جعل طريقه في هذه الحياة
طريقاً آمنا...و سبيلاً ظليلاً
يحميه من أشعة الظروف المؤذية مهما اشتد أذاها .....
و راقتني عبارة قرأتها بالامس تقول:
وُجِد الدّين لكي يُعين الانسان
في سيطرته على نفسه و أحواله
و ليس لكي يُسيطر به على الآخرين ......