عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-23, 07:29 AM   #462
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:06 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ..



"الانتظار..
من أصعب الاختبارات التي يمرّ بها الإنسان، اختبار للصبر، للأمل، لليقين، للوجهة، للمركز!
انتظار نتيجة فحوصات، نتيجة توجيهي، انتظار حصول حدث يغير الواقع، انتظار قبول في وظيفة، انتظار موافقة على طلب عالق، انتظار إجابة دعاء، انتظار زواج وارتباط، انتظار أي شيء متأخر بتوقيت الناس، على موعده بتوقيت رب الناس ")
كتب أيمن العتوم في واحدة من رواياته: "الانتظار موت"..إلا إنّي بدأت أراه مدخلًا للتربية والتهذيب!
واحدة من صاحبات الابتلاء في فترة انتظار صعبة تمر عليها خصصت تبويب خاص تكتب فيه سمّته "أدّبني ربي"!..البعض يحول المحن إلى منح '))
في مشهد مهيب، في السجن، في حلكة الظروف الصعبة، يَطلب سيدنا يوسف من الساقي طلبًا بعدما فسّر له رؤياه، فيقول: اذكرني عند ربك.
كيف لا يفعل وقد علم أن صاحبه هذا سيتحرر ليكون ساقي الملك..
تتحقق النبوءة، وتأويل الرؤيا، ويخرج الساقي فعلًا، وتبدأ مع خروجه مرحلة الانتظار..
تخيلوا حجم الساعات والأيام والشهور والسنوات التي مكثها يوسُف في السجن، كم مرة أصابته رعشة الأمل؟ مع كل طرقة لباب الزنزانة؟ مع كل نداء للمعتقلين المُفرج عنهم؟ ربما يفكر أن هناك لحظة سيقرر فيها الملك إخراجه من السجن بعد أن يحدثه الساقي عن ظلم يوسف!
لكنه قدر الله = فأنساه الشيطان ذكر ربه!
يطول البلاء لكنه في النهاية ينتهي، يخرج يوسف من السجن عزيزًا، برؤية يراها الملك..وبخاطرة تمرّ ببال الساقي، يقدّر الله كل شيء في الوقت المناسب تمامًا، وبتقدير لطيف جدًا، الله لا يحتاج إلى معجزة كي يُخرج يوسف، الأمر مرّ برويّة، بلطف، برؤية، بخاطرة..إذا قال لشيء كن سيكون!
الله ربما أراد ليوسف ألا يتعلق قلبه بسبب أبدًا، أن يكون أمله الكامل برب هذا السبب، أن يكون رجاؤه الأول: الله، أن يكون غناه الدائم: الله!
وكان!
أنت أيضًا أيها المنتظر على أحرّ من الجمر..
لا تدع الانتظار ينغّص عليك عيش اللحظات..لحظة لحظة..
تذكر أن الله قادر على إجابة طلبك، بسبب، وبأهون سبب، وبدون سبب..فتعلق بمولاك..فإن لم تكن لك حيلة، فالله يدبر الأمر حتى يتعجب أصحاب الحيل....

أسعدكم الله اينما كنتم
لنا لقاء آخر ان شاء الله