الموضوع: واحة القلوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-23, 11:29 AM   #3117
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:25 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





لا أتصور أن إنساناً
في أي زمان أو مكان
بإمكانه أن يعيش
مُستقر نسبياً
و هو لا يُحسِن الظّن بالله
فحُسن الظن به سبحانه
إنما أُمِرنا به لأنه بذاته
وقاية ...نفسية ...و.... ذهنية
لأي حدَث أو عارض
قد يُعكر صفو حياتنا...

كثيرون يظنون
أن إحسان الظن بالله يعني
أن ما يريدونه
و يرجونه سوف يكون
لأن الله عز وجل
لا يُخلِف الظنون
فهو عند ظن عبده به
إن خير فخير و إن شَر فشر
كما ورد في الحديث المروي عن أبي هُريرة
رضي الله عنه و أرضاه
و تأمّل نص الحديث .....

قال اللهُ تعالى :
أنا عند ظنِّ عبدِي بي
إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ ، وإنْ ظنَّ شرًّا فلهُ

( الظّن ) هنا ...
ليس المقصود به الحَدث بذاته
أن تريد أمراً بعينه
أن يحدث فيحدث كما تريده
بل ( الظّن ) هنا ....
خاص بالمآلات المنوطة
بأي أمر تريده
فقد تتمنى ما فيه ضرك
جاهلاً بضرره
لكنك
تُحسن الظن بالله ...
فيحرمك منه
رغم رغبتك فيه
لأنه يعلم شره الذي تجهله
و أن الخير كله في حرمانك منه
تفعيلاً لحُسن ظنك به سبحانه
و يدعم هذا قوله تعالى
في سورة البقرة ....

....وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ....

فإن أحسنت الظن به
لا تفزع من أقداره
لأنها مهما بدت لك
خلاف إرادتك
و قد تكون مؤلمة أو مزعجة
إلا أنها
في حقيقةً الأمر و جوهره
بطريقة ما...و لسبب ما....
و لحكمة إلهية أكيدة
هي الخير كله ...
بل و ربما هي أحسن أقدارك .....


 

رد مع اقتباس