الموضوع: رحله مع كتاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-23, 07:35 AM   #246
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



كتاب | رواية
عائد إلى حيفا
المؤلف: غسان كنفاني


ملخص لمنى سالم

كان متأكد أنها سبع ريشات من ذيل الطاووس، أين ذهبت الريشتان المفقودتين؟ ماذا حدث لهما؟ بعد عشرين سنة عاد سعيد س. ليرى ماذا حلّ بابنه "خلدون" إلا أنه كان هناك ريشتان مفقودتان. لكنه في الأخير تحول لديك بذيل طاووس بهي.

عادت بي الذاكرة للإناء الزجاجي باللون الأخضر التيفاني أعني اللون "الأزرق البحري" كما اعتدنا تسميته قبل أن يبدأ العالم بعولمة الألوان. ذاك الإناء الذي كان يحمل ريش الطاووس، بين حين وآخر كنا ننتظر أن تنشغل والدتي بشيء ما حتى نتلاعب بكل ذلك الريش، نتبارز به، ونجعله يداعب وجوهنا، ونتباهى بغرسه في أعلى رؤوسنا وكأننا النسخة المتباهية من هنود الحُمر.

يُقال أن ريشة الطاووس في الأساطير القديمة كان يُرمز بها كعلاج للحب والقوة والحماية. كما أن الطاووس في الفن المسيحي رمز للحياة الخالدة، -إذن (خلدون وخالد وخالدة) أبناء سعيد س. وصفية!-. وهذا الرمز منبثق من الأساطير التي تقول إن لحم الطاووس لا يفسد، ولذا فهو يظهر في رسوم الميلاد.
سواء كان غسان يعني كل هذا برمزية ريش الطاووس أم لا، إلا أن حيفا ستبقى خالدة، بل كل قضية إنسانية ستبقى خالدة ممتدة إلى ما بعد ما يبدو أنه النهاية.

لطالما أوجعني غسان، يجعلني أحزن، أتنهد من قلبي. ولم يكن اختياري لغسان لليلة العيد نوعًا من البحث عن الدراما بل كنت أريد أن أطرد بهِ أوجاعي التافهة. فلطالما تيقنت أنه يبعث في نفسي حزنٌ من نوع صحي. ذاك الذي ينبغي على الإنسان أن يشعر به ليحرك بهِ شيئا، ليدفعه لكل تلك التساؤلات التي يحاول أن يتجاهلها، أن لا يفكر بها، وكأن كل ما يحدث من ظلم في هذا العالم هو نوع من المسلمات بل مما جنى بها المظلوم على نفسه!، يعيدك غسان للإنسان الذي ينبغي أن تحيا به، ويبقي فيك التساؤل يقظًا..
لماذا حدث كل هذا؟ لماذا هم؟ لماذا استمر؟ مالذي يدفع الآخر ألا يشعر بأن كل هذا ظلم؟ هل يُولد كل الناس بضمير؟ هل يشعر الإنسان بمن حوله؟ هل ينبغي أن يدفن شعوره ذاك؟ ماذا لو كان هو الآخر؟ ماذا لو كان هو الظالم وهو يظن أنه يحسن صنعا؟ هل كان ينبغي عليهم الرحيل؟ هل كان يملك الخيار بألا يرحل؟ هل كان من المفترض أن يعود؟ … هل؟ ولم؟ ولماذا؟ حتى تشعر بثقب في قلبك من كل تلك الأسئلة التي استمرت بِطرقه.

ثم تسمع صوت درويش في خلفية كل تلك التساؤلات..
الحنين .. ندبة في القلب، وبصمة بلد على جسد
الحنين .. أنين الحق العاجز عن الاتيان بالبرهان
وجع البحث عن فرح سابق.
لكنه وجعٌ من نوعٍ صحي، لأنه يذكرنا بأننا
مرضى بالأمل وعاطفيون"



 

رد مع اقتباس