*


مستور ابن امّه :
كان* في يومٍ من الايام مراهق
مراهق : يرى بأن الإنسان كائن لطيف
ولم يكن يعتقد ابدا
ان بمقدور هذا الكائن الضئيل المسكين
ان يكون سيء
بل كان يراه الاجمل والالطف
والاكثر حنية ورحمة
كان يؤمن بذلك إيمانا كامل
للحد الذي كان يعتقد فيه
بأنه حتى السيء منهم
ليس بذلك السوء
إنما هو من خلال نظره مخطئ
وغدًا سيتراجع ويندم على ذلك الخطأ
وسيصلحه باجمل صورة ممكنة
حتى انه لم يكن يعتقد ان الجميل منهم
قد يتحول الى قبيح
بل كان يظنه سيزداد جمالا الى جماله
ولم يكن يعتقد بأن الجيد منهم قد يتحول الى سيء ابدا
إلّا ان مستور في ذات الوقت
لم يكن قادرًا على التصديق
بأن القبيح منهم قد يتحول الى جميل
ولا ان السيء قد يتحول الى جيّد
ليس لشيء ..
إنما لانه لم يكن يؤمن بأن هناك انسان قبيح او سيء
فهو يراهم كائنات فائقة الجمال والحسن
كما انه كان يراهم الكائنات الالطف
والذين ليس بإمكانهم ان يكونوا سيئين .. رغم انه يدرك انهم قد يخطئوا
ولكنه يرى بأنه خطأ سرعان ما سيصلحوه
فمن وجهة نظره انهم كائنات تمتلك نوايا كالمطر
..
حتى انّه لم يكن يمؤمن بأن هناك انسان منهم قد يحمل الحقد في قلبه تجهاه اي كائن كان
سواء كان من بني جنسه او من اي جنس آخر
ولم يكن يتصور ان ذلك الحقد قد يتحول الى مكيده ليكيد بها صاحبها احدا اخر من بني جنسه
لم يكن يعتقد ابدا ان الانسان الذي يضحك بوجهك
يستحدث عنك بعد قليل بالسوء
بل لم يكن يعتقد ان هناك من سيتحدث بالسوء عن اي احد
ولم يكن يرى ولا يتصور ان هذا الانسان قادر على ارتكاب الظلم ولا المجازر ولا قطع الارحام
لم يكن يرى ان هذا الكائن من لحم ودم
قادر على ان يقسو .. لم يكن يتصور ان هناك خيانة ولا خذلان
لم يكن يؤمن ان هناك خذلانا في الصداقة
ولا خيانة في العشق
حتى الكره .. لم يكن يؤمن ان هناك من يستطيع ان يكره
لم ولم ولم ولم ولم
ولم ولم ولم ولم ولم

..
كان مستور ( انسان )
يظن ان بني جنسه من البشر
يشبهونه في انسانيته
حتى دارت الايام وكبر مستور
ليعلم حينها ان الإنسان
هو الكائن الابشع
في هذا الكون الواسع
والكائن الوحيد
القادر على ارتكاب كل انواع القبح
من الكلمة الجارحه
الى الانسلاخ عن الإنسانية
ومبادئها وقِيَمها وكرامتها
وصولا لسفك الدماء
وهتك اعراضها وشرفها
..
كان مستور انسان
يعيش في غابةٍ من الحيوانات !!

يقال بان مستور مات
مات وهو مجرد من ملابسه
وكلتا قدميه قُطعت وواحدة من اصابعه !!
كانوا في عجلةٍ من امرهم
لينهبوه حذاءه وخاتمه
تُركت جثّته للعراء
فكانت تلك الجثّه
اعظم كرامه تتلقّاها التربه !!




* الى هنا .. عتيم !!



..