عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-23, 08:48 PM   #271
عبدالله همام

الصورة الرمزية عبدالله همام

آخر زيارة »  اليوم (12:11 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قصة الحمامة والطيور المهاجرة كاملة دون تقسيم
جلس همام بجانب ابنته سلمى...فسألته يا أبتِ لما لا تُحدثني قصة تفيدني ..ففي هذا الزمان لا نسمع سوى قصص المجون والحرام ..
همام اه يا ابنتي ذكرتني بالقصص القصة مدرسة لوحدها والقصة منهاج وطريق وتسلية وتزكية وتثبيت ولعظم القصة وأثرها ذكر الله عز وجل الكثير منها في كتابه العزيز ويوجد يا بُنيتي كتاب قراته اسمه صحيح القصص النبوي، فالقصة تسلية للنفس وحافز للتقدم.
سلمى : اسمعني يا أبتِ قصة تسعدني وتفيدني ..
همام : هذه يا بُنيتي قصص على لسان الحيوانات وأريد منك استخراج الفوائد منها وكل قصة تهتم بقضية من قضايانا اليوم.
سلمى : يا أبتِ يا أبتِ اسمعني واحدة منها ..

قصة الحمامة والطيور المهاجرة
يحكى أن حمامة كانت تعيش بسلام بين قرنائها، وكان لها مالك لا يتوانى في خدمتها، فهو يسعى دائماً لاختيار أفضل أنواع الطعام لها، وقد بنى لها برجا لتسكن فيه، وقد أعطاها من الرعاية والاهتمام الشيء الكثير ، وكان من شدة حُبه لها يعاملها وكأنها طفله المدلل.
لكن حمامة كانت دائمة الشكوى دائما تسمع وتتحدث عن البحار والأنهار والغابات الكثيفة والكبيرة ، حتى مر يوما من فوق برجها طيور مهاجرة فنظرت إليهم وقالت يا ليتني أذهب معهم وما هي إلا أمتار ونزلت تلك الطيور بجانبها .
فرحت الحمامة وطارت مسرعة إليهم تجالسهم وتطلب منهم الحديث عن ما يشاهدوه في رحلاتهم فأصبحوا يزينوا لها الغابات والبحار ويغروها بالذهاب معهم وفي حقيقتهم أرادوا الاستمتاع بصحبتها للحظات دون مراعاة لظروفها وأحوالها الشخصية .
ذهبت الحمامة إلى صديقاتها فقالت قد جئت لكم بالخلاص
فالنذهب مع تلك الطيور ولنشاهد العالم والأحلام..
قال لها أصحابها اسمعي يا اختي لا تغرنك بهرجة الكلام فكل روح ونفس خلقت لأمر ونحن خلقنا للبقاء لا للهجرة
ومن دعوك وزينوا لك الهجرة لم يعرفوا طبيعتك وقوتك
نحن وان كنا نطير فإننا لا نجاري اولئك الطيور فلا تنغري يا اختنا.
الحمامة باستعلاء: اتطلبون مني البقاء أن هذا الذي تقولون إنما هو العبودية وانا خلقت حرة وقررت الانطلاق .
نظر إليها أصحابها بعين العطف واستجدو منها البقاء فقالوا لها إننا نحيا هنا بقمة الرفاهية فلا تفجعينا بالغياب .
فما هي إلا لحظات حتى اختفت عن الأنظار ومرت الساعات وهي مسرورة بالرفقة الجديدة،
لكن بعد انتهاء اليوم أصابها الإعياء فلم تعد قادرة على الطيران وسقطت على الأرض وحيدة تستعطف الطيور المهاجرة أن ينتظروها لساعة .
نظروا إليها وقالوا: نحن لنا مواعيد فإذا تأخرنا جاءنا الاعصار والامطار فلا بد أن نضبط الأوقات. ولِمَ نضيع أوقاتنا بعد أن انتهت قصصك وانتهى استمتاعنا بك ومعك؟ إنما كنت مرحلة نقضي فيها بعض الأوقات..
فبقيت في وسط الطريق وحيدة فلم تبقى مع أصحابها ولم تكمل مشوارها وصارت عرضة لكل الأخطار ولم ينالها سوى ابتسامات وهمية قليلة منتهية أعقبها هلاك .
هنالك ندمت حين لا ينفع الندم وعلمت بأن العاقل الذي علم لما وجد وخلق له وأن الطيور الغربية المهاجرة لم تكن سوى أداة للهلاك ..

سلمى: قصة جميلة يا أبي هل ستعطيني الفوائد منها؟
همام: يا بُنيتي تفكري فيها واستخرجي انتِ وصدقيني
الفائدة ستكون أعظم مما تتخيلي .
سلمى: لن اكون كتلك الحمامة بل سأكون قرة عين مالك وحبيبته المقربة.
دمتِ قرة عيني يا ابنتي