عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-23, 07:14 AM   #1504
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (06:40 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




إذا أراد الله بعده خيرًا أشهده منته وتوفيقه وإعانته له في كل ما يقوله ويفعله ، فلا يعجب به ، ثم أشهده تقصيره فيه ، وأنه لا يرضىٰ لربه به ، فيتوب إليه منه ويستغفره ،

ويستحي أن يطلب عليه أجرًا ، وإذا لم يُشهِده ذلك ، وغيبه عنه ، فرأىٰ نفسه في العمل ، ورآه بعين الكمال والرضىٰ ، لم يقع ذلك العمل منه موقع القبول والرضا والمحبة ،

فالعارف يعمل العمل لوجه ، مشاهدًا فيه منته وفضله وتوفيقه ، معتذرًا منه إليه ، مستحييًا منه إذ لم يوفه حقه ،

والجاهل يعمل العمل لحظِّه وهواه ، ناظرًا فيه إلى نفسه ، يمن به على ربه راضيًا بعمله ، فهذا لون وذاك لون آخر .

〖 كتاب الفوائد - ابن القيم 〗
==============


فوِّضْ أمرَك إلى الله تعالى، واستطرِحْ بين يديه، وأَشعِرْ قلبَك أنه لا ينالُك من الرزق والخير إلا ما كتبه الله لك ولو اجتهدتَّ فيه بحِيلة السموات والأرض،

ولا يجري عليك ما تكرهه إلا ما كتبه الله عليك ولو اجتمَع عليك مَن في السموات والأرض؛ فإنَّ ما أصابك لم يكن لِيُخْطِئك، وما أخطَأك لم يكن لِيُصِيبك.

واعلم أنَّ مَن هو في البحر على اللوح ليس بأحوَج إلى الله وإلى لُطفِه ممن هو في بيته بين أهله وماله؛ فإن الأسباب التي ظهرَتْ له بيد الله تعالى، كما أن أسباب نجاةِ الغريق بيده سبحانه.

فإذا حقَّقتَ هذا في قلبك فاعتمِد على الله اعتمادَ الغريق الذي لا يَعلم له سببَ نجاةٍ غير الله تعالى .

واعْلَمْ أنَّ اللهَ تعالىٰ إذا نظرَ إليك، وعَلِمَ أنَّك قدْ جَعَلْتَه مُعتمَدَكَ ومَلْجأَك، وأفرَدْتَه بحَوائجِكَ دونَ خَلْقِه، أعطاكَ أفضلَ ما سألْتَه، وأكرمَكَ بأكثرَ ممَّا أردْتَه .

〖 الوصية المباركة - ابن قدامة 〗

مجالس الصالحين📚


 

رد مع اقتباس