الغني والفقير
جدل اجتماعي عميق التجذر منذ الأزل
نظرات متباينة وآراء متصادمة وموضوع خصب للتعبير عن تأويلات النفوس لظواهر المجتمع وتباين التقدير
فكم سطر الأدب في هذا الموضوع من روائع فنية للشعراء
يقول أحدهم
يمشي الفقير وكل شيء ضده
والناس تغلق دونه أبوابها

وتراه مبغوضاً وليس بمذنب
ويرى العداوة لا يرى أسبابها

حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة
خضعت لديه وحركت أذنابها

وإذا رأت يوماً فقيراً عابراً
نبحت عليه وكشرت أنيابها

َوالحق ان الفقر أوالغنى ليس معياراً للتفاضل والتقدير ولا ميزان عدل للتقديم والتأخير..
فكم من غني بلغ بأخلاقه مالم ييلغ بثروته من تقدير الناس واحترامهم
وكم من فقير انحط قدره لإفلاسه من الأخلاق والكرامة لا بعوزه وفقره
وهناك من الفقراء من فاقت أمجاده ثروات الأغنياء مجتمعة وكان له من الجاه والمكانة منزلة الملوك والقادة

مجتمعنا أصبح أكثر وعياً حتى وإن طغت الماديات واعتلت المصالح يبقى مقدرا للخلق الرفيع والإنسانية العذراء
ثم نعلم جميعا أن الرزق مقدر والتفاوت بين أرزاق البشر لحكمة قدرها الواهب سبحانه وتعالى
ولعل تهميش بعض الفئات من الناس للفقير خير اراده الله له حتى يلجأ إليه ويطلبه التقدير والمنزلة الرفيعة من الجنة
وكلنا فقراء إلى الله.. في حاجة دائمة وفاقة إلى ستره ورضاه
ولا يضير الفقير هوانه على الناس فربما يكون عند الله عظيم المنزلة بصبره وحمده، غني بقناعته، شامخ بنأيه عن هوان المسألة.
ولا يغتر غني بماله فلربما يكون اهون عند الله من بعوضة
وأقل شأنا منها.
نسأل الله العظيم أن يغنينا من فضله ويكفينا بالحلال عن الحرام

موضوع رائع
باقة شكر لكـ