أُسائلُ جدَّتي
.
.

أُسائلُ جَدَّتي عـن ذا الحِـدادِ
وما هذا السَّوادُ على السَّـوادِ ؟

فَرَدَّتْ جدّتـي : أبكـي لهيبًـا
تُحَوِّلُهُ السُّنونُ إلـى رَمـادِ

فما عاد المؤذِّنُ في دُعـاءٍ
ينادي القومَ حـيَّ علـى الجهـادِ

وأطهرُ بُقعةٍ في الأرضِ صارتْ
لمَلـعـونٍ يُباهيْ بالفـسـادِ

فمَنْ منّا لصوتِ القُـدسِ لَبَّـى
وشدّ على السَّواعـدِ والزّنـادِ

فيا قُدسي عليكِ العُمـرَ أبكـي
ويا قُدسي نَحيبي فـي ازْديـادِ

ويا قُدسي أَحقٌّ ما ادّعَـوه ؟
سلامٌ في رُبوعِ القُـدسِ بـادِ

سـلامٌ زائـفٌ هـذا لعَمْـري
وأيْـمُ الله جَـمـعٌ للفَـسَـادِ

فلسطينٌ جِراحـكِ فـيَّ تَدمـى
وظلمكِ كم ينـالُ مـن الفـؤادِ

أشاحَتْ جَدَّتـي عنّـي بِوجـهٍ
أزالَتْ سحـرَهُ نُـوَبُ البِعـادِ

عجبتُ من المهازلِ كيف عادتْ
تُؤرِّقُ جَفْـنَ مُسْتَلَـبِ الرّقـادِ

ونيرانٌ بصـدري قـدْ تَعالـتْ
لتُنْـذِرَ باشْتـعـالٍ واتّـقـادِ

فلنْ أَبقى طَوالَ العُمـرِ أَبكـي
وأتركَ مُهجتي بين الأعـادي

فما نفـعُ الحيـاةِ إذا دُعينـا
ولم ننهضْ فـداءً يـا بـلادي


بقلم الياسمين