عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-23, 09:32 AM   #301
عبدالله همام

الصورة الرمزية عبدالله همام

آخر زيارة »  يوم أمس (11:57 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



مما نقله المؤرخون عن محمود نور الدين زنكي رحمه الله
قال*ابن الأثير*كان أسمر ، له لحية في حنكه ، وكان واسع الجبهة ، حسن الصورة ، حلو العينين ، طالعت السير فلم أر فيها بعد الخلفاء الراشدين*وعمر بن عبد العزيز*أحسن من سيرته ، ولا أكثر تحريا منه للعدل ، وكان لا يأكل ولا يلبس ولا يتصرف إلا من ملك له قد اشتراه من سهمه من الغنيمة ، لقد طلبت زوجته منه ، فأعطاها ثلاثة دكاكين ، فاستقلتها ، فقال : ليس لي إلا هذا ، وجميع ما بيدي أنا فيه خازن .

وكان نور الدين مليح الخط ، كثير المطالعة ، يصلي في جماعة ، ويصوم ، ويتلو ويسبح ، ويتحرى في القوت ، ويتجنب الكبر ، ويتشبه بالعلماء والأخيار ، ذكر هذا ونحوه الحافظ ابن عساكر ، ثم قال : روى الحديث ، وأسمعه بالإجازة ، وكان من رآه شاهد من جلال السلطنة وهيبة الملك ما يبهره ، فإذا فاوضه ، رأى من لطافته وتواضعه ما يحيره .

وقال أبو الفرج بن الجوزي جاهد ، وانتزع من الكفار نيفا وخمسين مدينة وحصنا ، وبنى بالموصل جامعا غرم عليه سبعين ألف دينار ، وترك المكوس قبل موته ، وبعث جنودا فتحوا مصر ، وكان يميل إلى التواضع وحب العلماء والصلحاء ، وكاتبني مرارا ، وعزم على فتح بيت المقدس ، فتوفي في شوال سنة تسع وستين وخمسمائة .

وقال الذهبي: "صاحب الشام الملك العادل نور الدين" ، وقال: "وكان نور الدين حامل رايتي العدل والجهاد، قلّ أن ترى العيون مثله"

وجاءه رجل طلبه إلى الشرع ، فجاء معه إلى مجلس*كمال الدين الشهرزوري*، وتقدمه الحاجب يقول للقاضي : قد قال لك : اسلك معه ما تسلك مع آحاد الناس . فلما حضر سوى بينه وبين خصمه ، وتحاكما ، فلم يثبت للرجل عليه حق ، وكان ملكا ، ثم قال السلطان : فاشهدوا أني قد وهبته له .

وكان يعقد في دار العدل في الجمعة أربعة أيام ، ويأمر بإزالة الحاجب والبوابين ، وإذا حضرت الحرب شد قوسين وتركاشين وكان لا يكل الجند إلى الأمراء ، بل يباشر عددهم وخيولهم ، وأسر إفرنجيا ، فافتك نفسه منه بثلاثمائة ألف دينار ، فعند وصوله إلى مأمنه مات ، فبنى بالمال المارستان والمدرسة

قال له القطب النيسابوري: بالله لا تخاطر بنفسك، فإن أصبت في معركة لا يبقى للمسلمين أحد إلا أخذه السيف، فقال: ومن محمود حتى يقال هذا؟! حفظ الله البلاد قبلي لا إله إلا هو.
قلت: كان دينا تقيا، لا يرى بذل الأموال إلا في نفع، وما للشعراء عنده نفاق .

رحمه الله واسأل الله أن يهيأ لهذه الأمة رجال وحكام مثله .


 

رد مع اقتباس