عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-23, 02:14 AM   #29
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  اليوم (09:14 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



((4))

سألت الليل عن هذا السواد ؟! وقال لي : أحزان
سألت الصبح ما بانت سعاد ؟! وناح بي طيره


من تلك الليلة وما حوته من طاري ترسخ بقلبه ،،
و من شوقه لها

ومن فقدها

دارات في باله استفهامات كثيرة،،


الإنسان لما يهوجس بينه وبين ذاته يتسأل// تكثر تساؤلاته بقدر حيرته


لماذا؟ وكيف ؟؟ وغيرها من الأسئلة الاستفهامية،،
كانت أسئلة عاشقها من ولهه،،


ولأن مشاعره قد تفردت وتوحدت به،،


هو وتلك المشاعر فقط ،،

لذا اسقط اسئلته على أوقاته //

آها نديمه الذي يشاطره إحساسه،،


وطالما كان في وقت الليل بدأ بسؤاله:

لماذا كل ذاك السواد الدامس يعتريه

؟؟؟
ليجيب:

أن ذاك السواد ليس فقط لأن الوقت الليل بل لأن الليل توشح السواد من الأحزان التي ألمت به،،

المستفسر ومن أعطى الإجابة هو الشخص ذاته،،

ذاك العاشق الشاعر الذي أستفردت به الهموم حتى فاضت على أبجديات أوقاته،،
فالحزن ومجموعه ما هي إلا أحزانه من جراء فقدها،،


حتى جاء الصباح لم يكن بأفضل حالا من ليله ،، فقد استحوذ عليه السهر من تلك الأحزان حتى مر ذاك الوقت الثقيل ,,


ونلاحظ إن حزنها ليس بالمفرد بل مجموع

نتوصل كم تكون مجموعة الأحزان المتكالبة سببها واحد
غياب من هواها القلب وعشقها ،،


عندما نجد أن مفرد الحزن تحول للمجموع ندرك أن كل حزن بحياته كانت هي سببه ولم يجد سبب سواه ،،

نجد
إن أمر العشاق كله غير منطقي ويُفسر كل همومهم وكل أحزانهم وشقاء حياتهم يختزلونه بشخص المحبوبة لا سواها رغم هموم الكون بأسره لكن تظل للعشاق أكبر مآسيهم وجل همهم من اهتواه قلبهم ،،


أبدعت وامتعت وفسرت حالة واقعية رغم عن منطقيتها،،
قُبل لسببين
لإنك العاشق والعشق يفسر اللامنطقي بمنطقية

ولأنك الشاعر
والشعر يحق له مالا يحق لسواه بالنظم الشعري

//

ابدعت

//



ويسأل الصباح:

أين سعاد؟؟ ما بانت؟؟ أليس لها أثر؟؟؟

ولكن

من هي سعاد
؟؟؟


رمز وكناية عن محبوبته ،،

"بانت سعاد"
في الحقيقة يعود أصل قصيدة "بانت سعاد" للشاعر كعب بن زهير وتسمى أيضا قصيدة "البردة" إذ على أثرها اهدى النبي "صلى الله عليه وسلم" لعكباً بردته التي جاءت كاعتذار من قبل كعب لرسول الله بعد أن اهدر دمه وعدد ابياتها 59 بيتا،،


قد درجت قصائد العصر الجاهلي وقصائد ضمن عصر صدر الإسلام

على افتتاحها بمطلع الطللي أي الوقوف على الأطلال والتغزل بالمحبوبة وديار وأماكن حوتها ،،


يقول كعب في مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم إثرها لم يجز مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحول


//
وإن كانت سعاد كعبا قد حضرت،، فإن سعاد شاعرنا غابت وغيبت فرحته وغضت مضجعه فلم يذق جراء غيابها لذيذ النوم،،

//
لكن

لنتساءل مجددا
هل سعاد هُنا لدى شاعرنا اسمها كذلك
؟؟؟

لا أرجح ذلك بنسبة كبيرة لأنني أرى محاكاة عكسية من قبل شاعرنا لقصيدة " بانت سعاد" لكعب بن زهير ليبين لنا كيف الحزن لديه عكس فرح كعب بوجود محبوبته ،،

إنما جاء الاسم رمزا للدلالة على تلك الغايبة

الله يرجعها لك على ذي الروعة اللي وجدتها هنا ,,,

//
لنعد لمعنى شاعرنا

الصباح والليل لا فارق بينهما كليهما همّ وضيق لغياب من يهواها القلب وينشد وجودها ليحل

بيت امرؤ القيس كمقاربة رائعة من تشابه الحال

يقول امرؤ القيس:
وليل كموج البحر أرخى سدوله
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه
وأردف إعجازا وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويل ألا أنجلي
بصبح وما الإصباح منك بأمثل


ومعنى بأمثل هنا: أي النهار ليس أفضل حالا من الليل بل على نفس شاكلته حزن وهم كما هو حال شاعرنا تساوى لديه الليل والنهار ،، في الحالتين محبوبته غير موجودة ويفتقدها بشدة ،،


عندها
ناح الطير على حزنه ويرجح أن يكون الطير الحمام ،،

لماذا ذهبت أنه الحمام ؟؟؟


لأن الحمام ارتبط شعريا من الطيور بالنوح ،،


ومن الأمثلة العديدة على ذلك ما يلي:


كما قالها

الشاعر الشيباني:

وأرقني بالريِّ نوح حمامة
فنحت وذو الشجو الغريبُ ينوح



//

وقول الصغرائي:
أيكيةٌ صدحت شجوًا على فننٍ
فأشعلت ما خبا من نار أشجاني
ناحت وما فقدت إلفًا ولا فُجعت
فذكرتنيَ أوطاري وأوطاني
طليقةٌ من إسار الهمِّ ناعمةٌ
أضحت تجدد وجد الموثق العاني
تشبهت بيَ في وجدي وفي طربي
هيهات ما نحن في الحالين سيَّانِ


//

ويُذكر لديك الجن الآتي:
حمائمُ وُرْقٌ في حمى وَرَق خُضرِ
لها مُقَل تُجري الدموع ولا تجري
تكلفن إسعاد الغريبة إن بكت
وإن كن لا يدرين كيف جوى الصَّدر
لها حُرَقٌ لو أن خنساء أعْولتْ
بهن لأدَّت حق صخرٍ إلى صخرِ
فقلت لنفسي ها هنا طلب الأسى
ومعدنه إن فاتني طلب الصبر




ومثله قول نصيب:
لقد راعني للبين نوح حمامةٍ
على غصن بانٍ جاوبتها حمائمُ
هواتفُ أمَّا من بكين فعهدهُ
قديمٌ وأما شجوهنَّ فدائمُ



ومن أجمل ما قيل من قبل

الخفاجي عن ذاك النوح:
أتظن الورقُ في الأيك تغنى
أنها تضمر حُزنًا مثل حزني



فما أجمل ما ذهبت إليه من مشاركتك الوجدانية مع الدارج بالمواساة من قبل الحمام


دعنا نرى الآن الصور البيانية البلاغية في هذا البيت:

سألت الليل عن هذا السواد : استعارة شبه الليل كالإنسان الذي يُسئل الغرض منها بيان وحشته وغربته من دون من يهواها قلبه ،،
وسؤاله عن السواد للدلالة أن محبوبته هي قمر لياليه


وقال لي : أحزان: استعارة حيث شبه الليل كالإنسان الذي يعطي جوابا،، الغرض منها بيان كم الهمّ الذي ينتابه من غيرها،،،

سألت الصبح: استعارة حيث شبه الصباح كنسان يُستفسر منه،، غرضها: بيان لهفته الكبرى لطله المحبوبة،، ورمزية إنها تعني الضياء والشروق ،،
كما أن الصباح يحمل في طياته يوم جديد وأحداث قد تكون متجددة وهذا ما يتمناه،،

بين الليل والصبح: طباق إيجابي،، الغرض منه بيان أن ليله ونهاره سيان من دونها يعتريه حزن وهم ،،


ما بانت سعاد : سعاد رمز كناية عن المحبوبة ،،

والله ابدعت وامتعت هنا وبشدة،،،


 

رد مع اقتباس