الموضوع: كتاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-23, 03:48 AM   #1
سُلحفة

الصورة الرمزية سُلحفة

آخر زيارة »  01-18-24 (05:43 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي كتاب



لطالما كانت أمي مختلفة، كبرت وانا أراها دومًا بيدها كتاب، كانت القراءة بالنسبة لها أهم من قضاء الوقت مع أطفالها، كانت تنهي واجباتها اليوميه بصورة روتينية وعجلة لتعود الى كتابها الجديد، جعلني ذلك أشعر بالنقص دائمًا، لم تكن أمي سيئة على حسب توقعاتي فهي لم تغضب منا او تضربنا من قبل، اول مره غضبت فيها كانت عندما مزق أخي الصغير أحد كتبها، كانت غاضبة بل أكثر كانت حزينة، اخذت تجمع الأوراق من الأرض وترتبها بكل رفق كما لو كان طفلًا صغيرًا، جعلني ذلك أتمنى لو كنت كتابًا، نحن ثلاث أطفال وأنا الفتاة الوحيدة لا أستطيع مواكبة تصرفات إخوتي فهم مزعجون جدًا حتى اني لا استطيع مشاهدة التلفاز في حضورهم، بخلاف أمي فهي لم تشتكي يومًا من الإزعاج حولها، علمت لاحقًا أنها لم تكن تسمعهم أساسًا فهي تندمج مع الكتاب بصورة تعزلها عن من حولها، رغم كل شيء أعلم أن امي تحاول جاهدة ان تكون أمًا جيدة، هذا يذكرني بحفل الأمهات الذي أقامته المدرسة حضرت أمي وجلست بين الحضور ولكنها كانت مشتته، انتبهت لها وهي تسترق النظر إلى حقيبتها فخمنت فورًا انه كتاب، وفي طريق العودة أخرجته من حقيبتها وهمت بالقراءة، بعد ان توفي جدي توقفت أمي عن القراءة لشهرين، كانت حزينة وتبكي كثيرا كانت تمسك الكتاب ولكنها كانت تبكي، لحظتها تمنيت لو تعود أمي للقراءة لأنها كانت تبدو سعيدة ومستمتعة دومًا على عكس الآن، بخلاف اليوم الذي تزوج به والدي فقد تزوج وترك أمي كنا جميعًا حزينين، ولكن أمي كانت تقرأ كالعادة لم يكن ذلك صادمًا فهي عادتها، ذات مره أخبرتني ابنة خالتي أن الجميع يعلم أن والدتي تزوجت قسرًا لوالدي وأنها لم تحبه يومًا، لم اسأل أمي بهذا الشأن فالحقيقة لم أريد أن اسألها فأنا اعرف الاجابة مسبقًا، والدي لم يعترض على تصرفات أمي وكيف أنها تتركنا جميعًا لأجل كتاب واحد، وامي لم تبتسم يومًا في وجه أبي، هي لم تحبه أبدا وهو شعر بالملل وترك المنزل، أما نحن فلا نزال نراقب العالم من عيني والدتي وهي تقرأ، فعينها تحملان لمعه مدهشة عندما تقرأ ونحن نريد أن نكتشف كيف يمكن لورقة أن تجعل أحدهم بهذه السعادة…


- نص خيالي-


 


رد مع اقتباس