الموضوع: حكاية
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-23, 12:53 PM   #1
أثر

الصورة الرمزية أثر
وما زلتُ عابرًا

آخر زيارة »  05-05-24 (12:56 PM)
المكان »  حافة الحروف
الهوايه »  النثر / القص

 الأوسمة و جوائز

افتراضي حكاية



قرأتُ قصّةً لشاعرٍ قديمْ
أحبَّ في حياته أميرهْ
وراح ينظِمُ القصائد الكبيرهْ
ويعلن اِشتياقهُ
ويعلن اِحتراقهُ
ويطلبُ المحالْ...

وغابتِ الأميرهْ
وغابتِ المطرْ
وأعلنتْ مشائخُ القبيلهْ
أن يبدأ السّفرْ

ودونما كلامْ
تقدّم كبيرُهمْ
تلوح من عيونه سحابةُ انتقامْ
قال أنتَ منْ زرعتَ في ترابنا الضِّياءْ
أنت مَنْ قطفتَ مِنْ حقولنا ورودَنا
شغلتَ عن قلوبنا النِّساءْ ...

وابنةُ الأميرْ
تسيرُ في شوارعِ المدينهْ
كزهرةٍ حزينهْ
كدمعةٍ يُطلُّ من ضيائها المساءْ
تنادي في السّماءْ :
يا فارس الكلامْ
يا مَن تظلُّ باحثاً على الدّوامْ
عن زهرةٍ صغيرهْ
عن طفلةٍ أميرهْ
تريدها بخضرةِ الشّجرْ
وعفّة المواسمِ الكريمهْ
تريدها أصيلةً كحبّةِ المطرْ
كدوحةٍ ظلالها نديّةُ الإهــابْ
جذورها تُعانق السّحاب
ويعشقُ اِرتفاعها البشرْ

قال لستُ غير شاعرٍ
تموجُ في شفاهه القصائدْ
ولائدْ ...
عن قصّةٍ قديمهْ
عن فارسٍ وخيْمة
أذلّهُ الغرامْ
عن نهرٍ نورٍ دافقٍ يسيرُ في الظّلامْ
عنْ ضِحكةٍ لنجمةٍ تقبُِلُ القمرْ
وتُلهمُ البشرْ
معانيَ السّلامْ

فقال في اهتمامْ
وابنة الأمير؟!

قال لا خطرْ
إن ضمّها إِليهْ
بكُلِّ ما لديهْ
من حكمة الملوكْ
ورقّةِ البشرْ
تعود اِن شدا
بأرضها وترْ
تعود اِن دنا
بأرضها النّدى
وعادتِ المطرْ
فترتوي التِّلالْ
لتغمرَ الغلالْ
ترابنا العطِرْ
وينتهي السّفرْ...


 


رد مع اقتباس