عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-23, 12:07 AM   #314
عبدالله همام

الصورة الرمزية عبدالله همام

آخر زيارة »  اليوم (06:08 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هذا الموضوع من مواضيعي القديمة لكنه مناسب في هذا الوقت...

وقفة أمل في زمن الهزيمة

في لحظة تأمل وجدت اليأس ينخر في كل عظامي وجسدي ،
فكل ما حولي يؤلمني ، أحداث متسارعة تحيط بي ،
أحداث لا تحمل سوى الدمار والقتل لإخواني ولأمتي ،
فأنا في بقعة تحيطها الآلام ففي الغرب فلسطين الحزينة ، وشمالي سوريا الأسيفة ، وشمال شرقي عراق الظلم والقهر ، ماذا سوف اتحدث وماذا أقول ،
أخذ قلبي يدافعني ويبعث بالتفاؤل والأمل ،
يدفع الحزن عني يذكرني بالأقوام الإول ،
يذكرني بقوم موسى عليه السلام ووقفهم محاصرين عند البحر ، أشعرني قلبي بأنني بينهم اشاهد وأرى ما حصل ، استمع القوم وأنا اتخيل نفسي بينهم أقول لا مفر ،فإنا مدركون من ذلك الكذاب الأشر ،
فيقف كليم الله -عليه الصلاة والسلام- شامخا واثقا بمعية الله له فيقول : (قَالَ كَلَّاۤۖ إِنَّ مَعِیَ رَبِّی سَیَهۡدِینِ) فتأتيه البشرى بفلق البحر حتى يصبح كل فرق كالطود العظيم ،
ينبهر القوم ويعود الأمل بإن العاقبة للمتقين .

يمضي بي قلبي يذكرني فيقف إلى ما قبل موسى - عليه السلام- يذكرني بنبي الله نوح - عليه الصلاة والسلام -
يبني السفينة وقومه حوله ضاحكين يلمزون ، يغمزون ، يستهزئون ، وهو ماض بثقة بنصر الله للمؤمنين ، فأجد أصحابه على السفينة يركبون ،
وانا كأني أنظر إليهم في عجب مما يصنعون ،
فيأتي أمر الله بعد النجاة قائلا :
(فَإِذَا ٱسۡتَوَیۡتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلۡفُلۡكِ فَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی نَجَّىٰنَا مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ)
هناك ازداد ثقة بإن العاقبة للمتقين .

يمضي بي قلبي وهنا تتوقف الكلمات وتظهر العبرات ، فقد أخذني للوقوف أمام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، ماذا اقول وماذا اتخيل كيف اكتب وكيف أوصف فمن انا لأتخيل وقوفي هذا بين يدي خير خلق الله أجمعين ،
لكني سمعته يقول : ( إنَّ اللَّهَ زَوَى لي الأرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وإنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُها ما زُوِيَ لي مِنْها) -صحيح مسلم - هنالك أزدت ثقة وأمل فقد شرح صدري واينع قلبي بالتفاؤل والنصر كما حدث للصالحين الإول ، وانتهى بي المطاف إلى قول ربي :
( .... فَٱصۡبِرۡۖ إِنَّ ٱلۡعَـٰقِبَةَ لِلۡمُتَّقِینَ)
هنا انتهى الكلام فكلام ربي لا يعلوه ظالم ولا كاذب مهما ظهر.


 

رد مع اقتباس