ولأنني أشعر بشغف لنظم قصيدة
وعجزت أبحث عن فكرة
وجدت نفسي أقصد بالفكرة نفسها


ها تجلت أيها الشاعر ، يا مشتاق فكرة
و" أبولو" قد أتى طوعا يغني لك شعره
فاحتباس الشعر - لو تدري- عذاب ما أمره
طالما خابت شباكي وأنا أرتاد بحره
ولكم أسلمته قلبي فأولاني ظهره
وحده كان عزاء الروح ينبوع المسرة
/
/
/
ها تجلت فكرة ضاهت عروس الحور نضرة
وجلت عن خافقي المكدود أكدار وحسرة
رفرفت أجنحتي البيض ولفتني المجرة
وغدا الكون جميع الكون في كفي درة
فكرة أروع من فينوس أهدابا ونظرة
ثغرها كم تشتهي النحلة أن تشتار زهرة
وثناياها ربيع بث في الآفاق سره
ومحياها نهار يرقب المشتاق فجره
/
/
/
أيها القيثار! ما أشدو لدنيا مكفهرة
لوجوه ردها هم الغنى والطين صخرة
لعيون أغمدت من حقدها في الجرح شفرة
ويكأني نغمة الحسون في أرجاء قفره
ظامئ الروح غريب، وجرار القوم مرة
لا تعي لحني ثمود، لا، ولا تفقه سره
" أحمر" غشي على أعينها الرماد وزره
فإذا قلت أصيخي!، عقر الناقة جهره
وتمادى سادن " اللات" يبيع القوم كفره
نبذتني واستطابت طبلة الجلف وزمرة
كيف يحييها نشيدي؟ وهي لا تصغي لنبرة ؟
/
/
/
سأغني، سأغني لن يعيق النهر إبرة
فاخطري يا فكرتي مثل رفيف النور حرّة
سأغني ربما أوقظ في البيداء بذرة
ربما يهدي نشيدي سادنا قلب أمره
فتولى يحطم " اللات" ويلقي عنه إصره
/
/
/
سأغني ربما تطفي أوار الرمل قطرة
سأغني ربما ترسل عذب الماء صخرة
ربما يصغي " أبوجهل" إذا أنشدت مرة
ربما رق له قلب ومس النور صدره
سأغني في دروب الحب ينبوعا وزهرة
فيفيض النور في الدنيا ويلقي الليل ستره
إنه الشعر نسيب الروح، ما أعظم سره


سلامتكم