الموضوع: رحله مع كتاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-23, 07:43 AM   #265
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:38 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



مراجعة رواية أصبحتُ_أنتَ للكاتبة الجزائرية أحلام_مستغانمي

هل سبق لك أن لاحظت كيف كانت تُحدث روايات أحلام مستغانمي ضجة كبيرة في العالم الأدبي؟ إنها كما لو كانت تمتلك سحراً سرّيّاً يجذب مراهقي القرّاء ويجعلهم يتوقون لاكتشاف قصص الحبّ في كلماتها الساحرة. في الواقع، عندما كانت تصدر رواية جديدة لأحلام مستغانمي يبدأ الجمهور في الترقّب والحماس، وتنتشر الأخبار بسرعة البرق.

كان هذا في زمنٍ ولّى، وكأنّ مستغانمي تعيش اليوم أفول عصرها الذهبي، إذ خرجت روايتها الجديدة "أصبحتُ أنتَ" دون الضّجة إيّاها، بل ودون أن يسمع بها أغلب المتنصّرين لأدب الكاتبة الجزائرية.

ليس في الرواية ما يستحق الكتابة والتوصية، فضلاً عن قراءتها، ويمكن اختزال العمل برمّته بمقولةٍ قالتها العرب " كلّ فتاةٍ بأبيها معجبة"، فمجمل الرواية تداعياتٍ لذكريات الكاتبة مع أبيها، ومواقف تستحضرها من ذاكرتها أو تختلقها لنا من بنات أفكارها يشفع لها أنّها تكتب سيرةً روايةً، إذ ليس بالضرورة أنّها مذكّراتٍ واقعيّة أو سيرة ذاتيّة.

لا أذكر أنّني أحببتُ عملاً لمستغانمي حدّ الدهشة، ولا أراه عيباً بصفتها كاتبة أو بصفتي قارئاً، فالقضيّة مزاجيّةٌ، والشغف بالأدب يشاكله حبّ الألوان والأطعمة، وما أحبّه قد لايحبّه غيري وهكذا هي الحياة.

تحافظ أحلام مستغانمي على النَفَس الأدبي ذاته وهذه مهارة، لكنها وقعت في الرتابة والتكرار من حيث السياقات والتشابيه والبنية الأدبية وحتى المفردات وفقدان التنوّع الأدبي، وهذا -ربّما- ساهم في إدبار القرّاء عنها مللاً وتبرّماً ومع كل كتابٍ جديدٍ كانت الكاتبة تخسر طائفةً من قرّائها (شخصياً أنتمي إلى فوج القرّاء الذي تخلّوا عن الكاتبة منذ روايتها عابر سرير).

في الماضي، كانت أعمال مستغانمي مليئةً بالرومانسية والعاطفة الشبابية، كانت تتحدث عن الحب المدفون والأحلام الضائعة والتضحية التي مرّت دون طائل. ومع ذلك، أرادت اليوم أن تنقلب إلى الوراء وتركّز -في عملها الأخير- على تجربتها الشخصية ومراحل الحياة المختلفة التي مرّت بها رفقة أبيها وتستعرض حياتها وتجاربها، أو حياة بطلة روايتها التي تشبهها بكثيرٍ من التفاصيل مستغلّةً مشاعر الحنين والذكريات والنضج الشخصي، حيث يمنحنا هذا التحوّل نظرة أعمق في عالمها الداخلي ومِرَاسها الذاتي، أي أنّها تنتقل من الكتابة الشغوفة إلى الكتابة الصادقة والمتأمّلة.

أعجب ما رأيته في الرواية أن تستشهد الكاتبة بمقولةٍ لكاتبٍ إسرا/ئيلي يُدعى "عاموس عوز" وأنها تشكر الله أن حقّق له مرامه بأن يكون كاتباً !! (ص 20). هذا (التطبيع الخفي) لا أجد له مبرّراً أو مسوّغاً أدبياً. هي سقطةٌ وقعت بها الكاتبة أتمنى أن تكون عن نيّةٍ حسنة!.

إذاً، على الرغم من أنها قد تكون في خريف حياتها الأدبية؛ إلا أنّ تفلح أحياناً بوضع عباراتٍ تلامس المشاعر وتحرّك القلوب، وتحفّز على التفكير والتبصّر، وضعت مقتبساتٍ منها هنا:

"لاتحذفي الجملة التي تخافينها، دافعي عنها.. فهي انتِ"
"اليُتم هو أن تُخطئ ولايصحّح لك أحد"

"أنتمي إلى فصيلة العشّاق الذين كلما أحبّوا، أحرقوا خلفهم قوارب العودة إلى مرافئ العقل"

"إنّ الكتب التي حملناها في محافظنا المدرسيّة لا تصلح لمرافقتنا إلى المصحّات العقلية، فربّما كانت هي السبب أصلاً في جنوننا!"

"آمنت بمعجزة القُبل في بعث الحياة"
"بسبب سندريلا أصبحتُ أختار أحذيتي بنوايا عاطفية، تاركةً للحب أن يشقى قليلاً في البحث عني"

▪أصبحتُ أنتَ
▪أحلام مستغانمي



 

رد مع اقتباس