ويا ريح..
يامن تديرين هذا الحوار
بعيدًا يروح الصدى
وليس لنا في المدى
غير أحلامنا وردة
تناسل فيها الغبار..
/
/
ويا ريح
تدرين من أي فج
هتفنا إليك
ولبّيت
كنت النسيم العليلا
فتاهت بإعطافك التمتمات
وحملك القوم هما ثقيلا
يا ريح
يامن تلوذين متعبة بالطلول
وتمسين تنهيدة الجمر
بين الأثافي..
ويا ريح
هلا ابتدعتِ الحلول
وأقصيت عنا الردى والمنافي؟!
فإنا المقيمون عندك عهدًا
بنينا لخطوك عزًا ومجدًا
إلى أن تناهى إلينا زمان
أضعنا على ضفتيه الأمان
هتفنا إليك على كل باب
وكان لصمتك وقع الجواب!
رجوناك
سقنا إليك العتاب
أردناك زهرة فل الكتاب
أردناك عصفور حب أخير
صدى يتردد بين الشعاب
أردناك فينا حضورًا شفيفًا
غيابًا إذا تحسنين الغياب
/
/
ويا ريح
هذا الذي تغزلين
سرى في دمانا
أضل رؤانا
وهذي الذراري التي تنسلين
نفايات نار
دمى من نضار
وكانت تسابيح ماء وطين
دعينا إذن نبتدى السائلين:
بأنا المقيمون.. لا من وفاء
ولا من إباء
ولا من يقين
قنعنا أخيرًا بكف الكفاف
وبتنا نحاذر ألا نخاف
وألا نسمي ضجيجك سحرًا
وألا نسمي فحيحك عطرًا
تضوع من مبسم الياسمين
/
/
ويا ريح
يا من تثيرين هذا الغبار
بعيدا يروح الندى
وليس لنا في المدى
غير أوهامنا وردة
تبرعم هذا الدمار…

يوم الأربعاء 29 نوفمبر2023