أحيانا يصمت القلب ..
يتوقف عن الكلام وعن الحراك..

تخفت نبضاته..
تنام أوردته..
تتوه مشاعره ..
تنمحي اهتزازاته..

لا يبقى ما يدل على الحياة فيه سوى أنه موجود في جسد إنسان ..

كلما حاولت أن تجعله يستجيب لإثارة ما..
لا يتجاوب..
وكلما حاولت أن تصعقه بشريط كهربائي ..
تجده يستهزىء بمحاولاتك..

يتخذ موقفا صارما بالصمت ..
رافضا كل مغرياتك لتعيده الى الحياة..
مانعا إياك من مزاولة مشاعرك بطريقة طبيعية..
واضعا على أحاسيسك حرسٌ يراقبون أي انفعال يراودك .. فيردونك قتيلا عندها..

يدير لك ظهره .. ما أن يسمع أنينك..
ويخبىء عنك ملامحه .. ما أن يعرف حاجتك..

يريدك أن تجرب كيف تكون دونه داخلك..
كيف تتنفس وتعيش ..
دون نبض..
دون حب..

يرفض أن يتنازل عن صمته رغم كل معاناتك..

ويرفض أكثر أن تعيده إلى مرحلة العذاب الأخير ما قبل الصمت..

يعرف أنك ستجبره مرة ثانية على الوجع ..
إن ضعف واستسلم لك..

فيأبى المجازفة بقبول عرضك..
ويأبى المقايضة على أوردته بالتنازل أمامك..

فلا تجد سبيلا في نهاية الأمر سوى الرضوخ اليه..
ومشاركته الصمت الرهيب إلى ما لا نهاية ..!