معذرة
إنه يوم مختلف
حدث أن وُلِد طفل مكتمل الرجولة متأخراً عن موعد ولادته قبل عقد
جعل تطويق عنقها بمثابة عُقدة لا حلّ لها إلا بإرخاء حبل الوصل
كل ما أمكن أن يفعله
أن يصنع من أصابعها يمينها جديلة
و من الأخرى قصيدة
خمس و خمس و الحادي عشر سيف خاض المعركة بروح رجل ما خشي الموت
حتى قتلته عيناها
كلما ابتعد عاد إلى الغد منتشياً بالهزيمة أمامها
هي
لا تملك من أمرها إلا حفنة مشاعر و حزمة ورق و أصابع تشعلها عاماً بعد عام
إنه العام التاسع
لقد تجاوَزَت كل توقعاتها
و حطمت كل أصنام الأمل بأنها يوما ما .. ستَنسى !
الموت عانقها مُبشِّراً
اطمئني يا صغيرته .. انتظريني في لحظة أخرى
لكني لم أعد أنتظر أحداً
لا المواعيد تعنيني
و لا مباغتات القدر
حتى أنفاسي لم تعد تحصي الوقت و لا الدمع الهارب
أجادل الوجوه المارقة : تلك الملامح ليست لكم .. لستم هو !
أنا لا أملك إلا أن أكتب .. و أسكب الألوان على الأرق لعل دوامتها تُسقِطني في لوحة
فأختفي و أتمرغ بالفكرة
وردة على ساقها
و صوت رخيم لا يمكن رسمه
ثم يد تنفث الرغبة كلما قبضت على القلم متلبساً بجرم الكتابة
لقد أعددت حفلاً صاخباً في صدري
و لم أدع أحداً لهذا الحفل .. لكن ازدحم بالحاضرين
كلهم ماتوا
حين كنّا كلنا هناك نشعل الشمعة الأولى على أمل أن يقتلنا الملل
طال عمر الأمل فوق حاجة الواقع
و أصبحت جلّ أمانيه أن أترك له نافذة مشرّعة
يطلّ من خلالها على وجهي الحزين ليلوّنه
ألهذا الحد يا امرأة ؟!
كان الحذر يسألني بارتباك : أ هذا هو الذي صفعتِني به ؟
أجبته : و إن عاد .. لأصفعنّك به مرة أخرى !
ألم تدرك بعد ؟!
في هذا اليوم وِلِد رجل !