عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-23, 08:59 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:48 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي جزاء_الـمـروءة....



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرَّ رجلٌ بالقرب من بائع خضار ، فراح يسأله ، وأخذا في الحديث ، وفي تلك الأثناء مرَّت امرأةٌ تَحمِل صرَّة كبيرة ، وكادت تَسقُط لثقلِ هذه الصرَّة ، فلما رآها الرجل سألها : من أين هي قادمة؟ فردَّتْ - بصوتٍ خافتٍ ، وهي تلتقط أنفاسها -:

من مملكةٍ بعيدة تدعى مملكة الدراق ، فأخذ الرجل منها الصرَّة ، وسألها : إلى أين ستذهبين؟ فردَّت : ليس لي مكانٌ أَبِيتُ فيه ؛

فأنا لستُ إلا جارية لا تملك مالاً ولا مأوى ، وأنا هنا في انتظار أخي حتى يأخذنِي ، ولا أعلم متى سيعود؟ فقال الرجل : إذًا هلاَّ تعودين معي إلى منزلي ،

وسأعرفكِ بزوجتي حتى عودة أخيك؟ فوافقتِ المرأةُ ، وشكرتِ الرجلَ على مروءته ، وأخذها معه ، وعرَّفها على زوجته ؛ فأحبتِ زوجتُه تلك المرأة ، وتعلَّقتْ بها ، وكانتْ تُكرِمها أشدَّ الكرم.

وبعد أسبوعٍ طرق بابَ الرجل زائرٌ ، وكان هو أخَ المرأةِ ، وقال للرجل بأسفٍ : والله - يا أخي - لوكان معي مالٌ لأعطيتُك إيَّاه كله ، ولكن ما عساي غير الشكر ، فردَّ الرجل : لا بأس ؛ فأختُكَ مثل أختي ، وكان واجبًا عليَّ إكرامُها ،

وأخرج من جيبه بعضَ المال وقدَّمه لأخ المرأة ، ولكنه رفضه ، وشكر الرجل ، وذهب هو وأخته ، وقبل ذهابه سأله عن اسمه ، فأجاب الرجل قائلاً : عمر بن ميسرة ، ومضى الأخ في طريقه.

وبعد عام جاء للرجلِ رسولٌ من مملكة الدراق يحمل له رسالة جاء فيها : إن الملك يُقرِئك السلام ، ويستدعيك للقصر الليلةَ في تمام السابعة مساءً ؛

فتعجَّب الرجل ؛ لأنه لم يكن هناك أي صلةٍ تَربِطه بالملك ، وظنَّ أنه سيسجن فهدَّأتْه زوجتُه ، وقالت له : إن شاء الله خير.

وعند السابعة خرج الرجل من منزله قاصدًا القصر ، وعندما وصل تفاجأ بالمرأةِ وأخيها جالسَين على العرش ، وأمامهما الكثير من الأموال والذهب ،

واتَّضح أنهما مَلِكا مملكة الدراق ، وكانا يبحثان عن رجلٍ ذي مروءة ، وكان هو هذا الرجل ، فقالا له : خُذْ هذا الذهب ،

وهذه الأموال التي أمامك ، وبلِّغ تحياتنا لزوجتك ، ولا تنسَ أن تُكرِمها وتُسعدها ؛ فهي أغلى ما تَملِك ، ولا تجعل المال ينسيك ربَّك ،

وحافظ على مروءتك حتى ترفعَك للأمام ؛ فخرج الرجل من القصر وهو مسرور ، وشكر الله ، ثم الملكينِ ، وعاش وزوجته في سلام.

دمتم بعافية


 


رد مع اقتباس