انني اتسأل
كيف لهذا القلق الخفي
ان يجعلنا حطام بالي.... .
كيف له ان يجعل من السحابة البيضاء
غيوماً سوداء
كيف له ان يحول نسمات الهواء العليلة
الى عواصف واعاصير...!
فتلك اللوان باتت سوداء بعيني...
لما لا اشعر بعذوبة الماء
وكأنه عصارة حنضل
كيف للقلق ان يسلبني
لذة مذاقي
وكأنما العلقم يطغى على فمي.... .
حتى الهواء ما عاد هو الهواء
لما هو دبق وصفيق ومخضل هكذا ...!
حتى الطيور التي
تطربني بتغريدها
وتاسرني بتحليقها
تبدو كـ جواثم جرباء
تنعق وياكل بعضها بعضا...!
هل اخرس القلق
احرفي...!!
إنني افتقد لغتي
اين احاديثي؟
اين صوتي الصاخب؟
اين ضحكتي الرنانه؟
وأين ابتسامتي المطمئنة؟
مالي استوحش جلاسي..!
و اجافي احبابي
وانكر البعيد
وأَنْأَىَ القريب...
يا حلمي انني افتقدك
لا اذكر انني افلتك يوما
رغم بعدك عني
رغم جحودك لوفائي
ونفيك لوجودي
وجهلك بثباتي
اعلم انني لم اشغل حيزا
من فضائك الواسع...!
لكنني ما كنت لاتخلى عنك يوما
هل تراني تركتك دون ان اشعر
ربما هو القلق ايضا سيطر على مخيلتي
وكنتُ ضحية فقدك ...!!
أيها القلق افلت خيوطك
ألجم طغيناك
كفاك تلاعب بي
اما اكتفيت ...؟!
فـ إنني اشتاق لي
وأفر مني
والوذ مني بي....!
شعــ ــث منـــ ــي
.... .!