01-24-24, 02:59 AM
|
#9 |
| ً
ً
كَانَ هُنَاكَ غَيْركَ
لَكِنْ لَمْ تَسْتَقِرْ عَيْنٌ اِخْتِيَارِيٍّ إِلَّا عَلَيْكَ
كَانَ هُنَاكَ فَاتِنَاتٌ مُثِيرَاتٌ
وَلَكِنْ لَمْ يَلْفِتْ اِنْتِبَاهِي غَيْرَكَ
كَانَ هُنَاكَ اَلْكَثِيرُ وَالْكَثِيرُ
وَلَكِنْ كُنْتِ أَنْتِ
أَكْثَر مِنْهُنَّ وَأَعْظَمَ مِنْهُنَّ
وَأَجْمَلَ مِنْهُنَّ وَأَرْقَى مِنْهُنَّ
كُنْتَ بِحَقّ اَلْأَمِيزْ وَالْأَعْذَبَ وَالْأَحْلَى
وَحِينَمَا أَدْرَكَتْ بِأَنَّ بُوصَلَةَ مَشَاعِرِكَ
تَتَّجِهُ إِلَى قِبْلَةِ حَرَم قَلْبِيٍّ
وَأَنَّكَ أَنْتِ نُسُكُ حُبِّي
وَقَدَاسَةِ حِلْمِي
وَالْأَمَانِ وَالرِّهَانِ
اِنْطَلَقَتْ بِكُلِّي إِلَيْكَ
وَتَرَكَتْ مَا كَانَ مَعِي
وَمَا كَانَ عِنْدِي
تَرَكَتْهُمْ كُلّهُمْ مِنْ أَجْلِكَ
وَاكْتَشَفَتْ أَنَّكَ لَسْتُ لَيّ فَقَطْ
بَلْ كُنْتُ لَيّ وَلَحْظِيٌّ
وَلِقَدْرِي وَرُوحِي وَحَيَاتِي
وعِنْدَهَا أَتَيْتُ إِلَيْكَ أُهَرْوِلُ شَغَفًا
وَفِي يَدِي وَرَدَّ أُخْفِيهُ وَرَائِي
لَمْ أَكُنْ أَشْعُرُ بِأَقْدَامِي
وَانَا اِمْشِي إِلَيْكَ
بَلْ كُنْتُ أَشْعُرُ
بِأَنِّي أَطِيرُ وَأَطِيرُ
وَاقْتَرَبَتْ وَاقْتَرَبَتْ
وَعِنْدَمَا وَصَلَتْ إِلَيْكَ اِلْتَفِتِي إِلَيَّ
وَابْتَسَمَ اَلتُّوتُ فِي شَفَتَيْكَ
وَتَفَتَّقَ اَلْوَرْدُ فِي خَدَّيْكَ
وَانْبَلَجَ اَلصُّبْحُ مِنْ أَسَارِيرِ جَبِينِكَ
وَرَأَيْتُ فِي عَيْنَيْكَ
أَحْلَامَ اَلسُّلْطَانِ اَلْعَنِيدِ
وَنَشْوَةُ اَلسِّينْدَرْلَا اَلْعَاشِقَةَ
وَتَمَرُّدِ اَلْفَتَاةِ اَلشَّقِيَّةِ اَلْأَبِيَّةِ
حِينَ اِبْتَسِمِي
أَفْتُر ثَغْرُكَ اَلسَّاحِرُ
وَأَسْفَرَ عَنْ اَلْبَرْدِ وَالثَّلْجِ
وَعَنْ بُسْتَانِ اَلْوَرْدِ
اَلَّذِي تِسُورْ كُلَّ مَلَامِحِ ثَغْرِكَ
وتَسيّد جَميع مَنَاطِقِهِ
وَعِنْدَهَا دَخَلَتْ فِي دَوَّامَةِ اَلذُّهُولِ
وَإِحْسَاسِ اَلدَّهْشَةِ وَنَشْوَةِ اَللِّقَاءِ
وَلَمْ أَشْعُرْ بِنَفْسِي
إِلَّا وَأَنَا أَمَامَ صَرَّحَ مُمَرَّدٌ مِنْ نُورِ
مَطْعَمٍ بِالرِّقَّةِ وَالْعُذُوبَةِ وَالدَّلَالِ
مَحْفُوفٍ بِهَيْبَةِ اَلنَّظْرَةِ وَرَشَاقَةِ اَلْقَوَامِ
مُنْغَمِسٍ فِي اَلنُّعُومَةِ
واَللَّطَافَةِ وَالْأُنُوثَةِ
وَعِنْد كُلِّ ذَلِكَ تَوَقَّفَتْ وَوَقَفَتْ
وَيَدِي خَلْفَ ظَهْرِي
مُمْسِكًا بِالْوَرْدِ
وَيَوْمِ أَنْ هَمَمْتُ بِالْحَدِيثِ
لَمْ أَسْتَطِعْ وَتَعَطَّلَتْ لُغَةُ اَلْكَلَامِ
وَتَعَطُّلِ كُلِّ شَيْءِ
إِلَّا شَيْءٌ وَاحِدٌ … !
هُوَ إِحْسَاسِي بِفَرْحَةٍ تَلَاقَيْنَا
وَلَكِنِّي تَحَامَلَتْ عَلَى قَلْبِي
وَأَخْرَجَتْ يَدِي مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي
وَهِيَ مُمْسِكَةٌ بِالْوَرْدِ
وَقَدَّمَتْهُ اَلِيكْ
وَامْتَدَّتْ يَدَيْكَ وَأَخَذَتْ اَلْوَرْدَ
اَلْوَرْدَ اَلَّذِي كَانَ قَلْبِي مِخْتِبِىْءْ فِيهِ
وَحِيْن قُبْلَتَيْ تِلْكَ اَلْهَدِيَّةِ
قَبْلَ اَلتُّوتِ اَلْوَرْدِ
وَابْتَسَمَتْ وَابْتِسْمُتِي
وَكُلَّنَا لَهْفَةٌ وَكُلَّنَا شَوْقٌ
وَكُلُّنَا أَحْلَامٌ وَآمَالُ وَأُمْنِيَاتُ
ثُمَّ تَرَاجَعَتْ لِلْوَرَاءِ وَانْعَطَفْتَ
وَعُدْتُ إِلَى حَيْثُ كُنْتُ . . !
عُدْتُ وَأَنَا اُنْظُرْ إِلَيْكَ
وَكُلِّي يَبْغِيكَ وَيَمِيلُ إِلَيْكَ
نَعِمَ .. اِخْتَرْتُ اَلْعَوْدَةُ وَالرُّجُوعُ
لِأَنِّي وَعَدَتْ قَلْبِي
أَنْ أَوْصَلَهُ إِلَيْكَ
وَأَعُود أَنَا فَقَطْ
وَهَاءَ أَنَا قَابِعٌ فِي حُجْرَتِي اَلْآن
جَسَدًا بِلَا قَلْبٍ . .
ِ |
| |