عرض مشاركة واحدة
قديم 01-30-24, 07:35 PM   #320
الْياسَمِينْ

الصورة الرمزية الْياسَمِينْ

آخر زيارة »  04-29-24 (05:01 PM)
المكان »  أرض الصداقة والسلام
الهوايه »  فنون الأدب / السفر/ الفروسية/ الكراتيه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيّاض الأحاسيس مشاهدة المشاركة
" الرياح فاترة اليوم ! " .. ثم تنهدت بعمق ..
- هل نحظى بجولة في حديقة المستشفى؟
أومأت أفنان برأسها في قبول ...
خرجنا من الغرفة حيث كان الجو لطيفًا في الخارج . العصافير تزقزق في أعشاشها الخبيئة بين الأشجار، السحب البيضاء تسبح في الأفق في سلام، وفجأة إذ بها تعاتبني عن الحلوى التي تلصصتها من الثلاجة يوم غابت عن الوعي وأسعفت للمستشفى لنكتشف بعدها أنها مصابة باللوكيما ، في ذلك اليوم أيضًا أصيب أبي بشلل نصفي أثر حادث مروري وهو في طريقه إلينا في المستشفى ….


كان يوما عصيبا .. توالت فيه المصائب ،،،
انتابتني حالة من اليأس .. شعرت بأن الأحزان فرشي وغطائي ،،،
لكن .. مع هذه الغيمة من الأحزان التي أظلتني تفجرت ينابيع الأمل
من أرض الإيمان التي أعيش عليها وبها،،،
أليس ربي هو من يقدر الأقدار ،،،
أليس أمر المؤمن كله خير في سرائه وضرائه ،،،
وهنا توقفت .. لأنطلق بحياة وتفكير آخر يملأه الفرح بديلا عن الحزن،،،
صمّمت في داخلي ألا أحزن أو أُظهر الحزن ،،،
سأكون نسيما عليلا يُدخل البهجة والسرور والانشراح لصدر والدي وأختي
سأنسيهم الألم وأجعل حياتهم وحياتي كلها أمل ،،،
واعجبا .. كيف تصرعنا الأحزان ومن يدبر أمورنا هو الحكيم العليم !!!

كان يوماً غائماً وقد قاربت السماء على مطر غزير. لم ينفك من ذاكرتي صوت ارتطام حبات المطر بزجاج النافذة ، وصوت بكاء أفنان تحت الغطاء لساعة متأخرة من تلك الليلة. خشيت أن تتدفق الجروح من ثقب الحلوى . أزحت الحديث لمربع آخر في تساؤل هامشي عن الربيع القادم ، عن الزهور التي لم تتفتح بعد، بينما كنا نرقب طفل يناضل لرفع طائرته الورقية وهو يركض في الحديقة باحثاً عن الهواء.

ذهبت باتجاه الطفل أساعده في رفع الطائرة للأعلى ، فصاح علي موبخاً وضحكت أفنان ، حينها سقطت كل الهموم في بحر عميق ، بينما برزت على الشاطئ أصداف. كان الرمل رطباً ، غُمرنا بمياه البحر في موج قصير ولطيف ، ثم عاد منسحباً لأدراجه ، وعدنا مجدداً للغرفة الكئيبة. ‏

انتهت


 

رد مع اقتباس