كان يوماً غائماً وقد قاربت السماء على مطر غزير. لم ينفك من ذاكرتي صوت ارتطام حبات المطر بزجاج النافذة ، وصوت بكاء أفنان تحت الغطاء لساعة متأخرة من تلك الليلة. خشيت أن تتدفق الجروح من ثقب الحلوى . أزحت الحديث لمربع آخر في تساؤل هامشي عن الربيع القادم ، عن الزهور التي لم تتفتح بعد، بينما كنا نرقب طفل يناضل لرفع طائرته الورقية وهو يركض في الحديقة باحثاً عن الهواء.
ذهبت باتجاه الطفل أساعده في رفع الطائرة للأعلى ، فصاح علي موبخاً وضحكت أفنان ، حينها سقطت كل الهموم في بحر عميق ، بينما برزت على الشاطئ أصداف. كان الرمل رطباً ، غُمرنا بمياه البحر في موج قصير ولطيف ، ثم عاد منسحباً لأدراجه ، وعدنا مجدداً للغرفة الكئيبة.
انتهت