عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-24, 11:51 AM   #1
الْياسَمِينْ

الصورة الرمزية الْياسَمِينْ

آخر زيارة »  04-29-24 (05:01 PM)
المكان »  أرض الصداقة والسلام
الهوايه »  فنون الأدب / السفر/ الفروسية/ الكراتيه

 الأوسمة و جوائز

افتراضي قلت : تبارك الكبرياء (1)



حبيبي..
مثل النبع ينفض الماء عن الصخور ..
ومثل قلبي أبصر لفحًا لذيذًا
ونبض قلبك يقرع ظهري..
ومثل قلبي في تفتحه الوشيك
أفتح الفضاء على فمي..
أصل الفصول بين فراشة الإنسان..
حين أمشي ويمشي معي شجري
أمشي على فرح الهواء
وعندما تحزن ..
يحزن معك البحر والزورق
والشراع والأشجار والأقمار
هكذا أفتح عيني للصباح
النافذة مفتوحة
والهواء يعبث بالأوراق التي أودعتها الحياة
بالقلم نفسه التي كتبت فيه رسائل الحب
وبالريشة نفسها..
فقد اعتدت أن أراك في كأس ماء يتلألأ
وأنا أفتح النوافذ للريح والمطر
والشمس والحرية
والحب حتى لهيب الشمس
فقد اعتدت أن أسبح في عينيك
إذ لا منفذ دونك للحياة إلا بالحياة
/
/
تبارك الكبر
قلت : تبارك الكبرياء


تمنطق الغضب عاصفة
وأنا مهووسة بالحلم الذي تحوّل إلى كابوس
والوطن يقف بين المد وجزر الضوء ..
دهشة سكنت جسدي قبل الحلم
تجعلني لا أرحل بعيدًا
فهذي بلادي
حتى إذا تساقطت وتعثرت خطاي
أبدو أكثر حزنا من إنسان غابت عنه غزالته الشاردة
محترق بالريح وكل حقوق البركان تجمع أيامي ..

/
/
تبارك الكبر
قلت: تبارك الكبرياء


قال: الوطن مصطخب حتى الهيجان والسفينة
تتقاذفها الأمواج..
قلت: الفئران وحدها تهرب من السفينة حين تغرق..
قال: الأسطورة أنتجت نوحًا واحدًا !
قلت: نوح موجود في كل الأزمنة
وفي كل كلمة حالمة جزء من جسد نوح..
قال: ومع ذلك فالسفينة تتأرجح على حبل من موج
قلت: أما أنا أرى قوارب النجاة معلقة على سطح السفينة
كأنها تنادي الأيادي المتهامسة
قال: قد لا يكون وقت لإنزال قوارب النجاة..
البحار الزرقاء بعيون هند، ورياو…و
والنساء الجميلات ، شرائط عشب أخضر
والوطن الذي يتنفس ويتنزه فيه
الناس والأطفال والورد والضحكات والطيور المغادرة
والزرازير الذهبية هي قوة المستقبل للإنسان المتعب
والصامد أمام جيوش الوباء والظلام
والجهل والغباء والتعصب والإرهاب
وذلك كله يتأرجح الآن في مقدمة سفينة
ولا تدري أين الاتجاه ولا الأعماق ولا الطحالب
المتعلقة بها..
قلت: من أين جاء العطب إلى السفينة
بعدما تعدّت الصخور وقاومت القراصنة
وتحررت من السبي والاستباحة.. من أين؟!
قال: يجيء من السفينة ذاتها أو من قادتها أو من انتشار الوباء فيها..
فما المطلوب من الشواطئ والركاب الآن؟!!
قلت: أن تحلم على حدود مأساتها..!
قال: وما حدود المأساة أو الفاجعة؟!
قلت: في حدود جسدها المترامي في البحر…
فلك أن تعرف أن حلم الزورق الصغير
أضعاف ألف مرة من حلم السفينة العظمى
قال: وهذا الزورق أين يلجأ..
إذا خرجت أسماك القرش الضخمة في عُرض البحر؟!
ألا ترى أن المصير متداخل؟!
ربابنة البحار يرون العالم بصورة أخرى
وللقراصنة بالمقابل مناظيرهم التي ترى بصورة أفضل
قال: وماذا بوسعك أن تفعل؟!
قلت: أرمي نفسي وجسدي وقلبي في عرض البحر..
قال: أقذفيها وأستريحي إذا كان الأمر يخصكِ إلى هذه الدرجة المميتة..
قلت: ما من أمر في الوطن لا يخصني
أنا راكبة الدرجة الثالثة ،
قال: لماذا أنت خائفة إلى هذه الدرجة؟!
قلت: لأني أول من تغرق حين تغوص السفينة
في الأعماق الرهيبة ثم تنغلق أبواب الدنيا على سراب في سراب
حبيبي..
أشهد بدمي ودمك
أتعبني هذا القلب الطائر
كان الحب أخضر على مد الصحراء
وكانت صحراء الحب أنت نورها
يا من طهرك الحب من كل الدنس
أشهد بالعصافير تطير من قلبك إلى قلبي
أشهد أني أحببتك بكل خلاياه ومازلت..
وسأعاقبك عقابا لن تنساه
لأني سأبقى أسبح في عروقك للأبد

انتهى الجزء الأول :


 


رد مع اقتباس