عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-24, 08:02 AM   #8
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:03 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






استعد٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الثامنة


اللهم بلغنا رمضان

إعلموا اخوتي:

أنه قد أجمع العلماء والعقلاء المستقدمين منهم والمستأخرين على أن أنفس ما صرفت له الأوقات

هو عبادة رب الأرض والسموات، والسير في طريق الآخرة، وبذل ثمن الجنة، والسعاية للفكاك من النار٠٠٠٠

ولما كان هذا الطريق كغيره من الطرق تكتنفه السهول والوهاد والوديان والجبال ويتربص على جنباته قطاع الطرق ولصوص القلوب٠٠٠٠

احتاج السائر إلى تلمس دليل الحاذق في معرفة الطريق والمسالك ويبصره الدروب الآمنة، والمسالك النافذة، ويعرفه مكامن اللصوص، وأفضل الأزمنة ، أنسب الأوقات للجدّ في السفر٠٠٠

وقد كان هذا هو منهج سلفنا الصالح في النسك، وطرائقهم في السير إلى الله وعباراتهم في الدلالة عليه كانت بحق ، خير مِعْوانٌ على انتحاء جهة الأمان٠٠٠
اللهم إنا نستعين بك أن نعبدك حق عبادتك٠٠

ولهذا سأقدم لحضراتكم واذكر نفسي هذه القواعد لتعيننا على الطاعة في أعظم الشهور وأكثرها خيراً وبركة٠٠

رمضـــان

القاعدة الأولى

بعث واستثارة الشوق إلى الله

على مر الأيام والليالي يَّخلُقُ الإيمان في القلب وتصدأ أركان المحبة ، فتحتاج أيها السائر لربك إلى من يهبك سربالاً إيمانًا جديدًا تستقبل به شهر رمضــــــان.
فإن المعاصي تنقص من قدر الإيمان في قلب العبد وتأكل من عزيمته٠٠٠٠
فإن عافاك الله منها

فمجرد مرور الأيام والليالي والشهور دون إجتهاد يؤدي إلى صدأ القلب ، فانت لم تعتاد الطاعة .. فإذا هممت بها !! تجد كسل وخمول وتجد صعوبة في إتيان الطاعة٠٠٠

فمجرد عدم الإجتهاد يؤدي إلى الخمول٠٠٠٠
فيحتاج الإنسان إلى تجديد هذا الشوق٠٠٠٠
فإن الفرق بين المؤمن والمنافق
أن المنافق يأتي الطاعة وهو كسول
والمؤمن يأتي الطاعة وهو مشتاق٠٠٠

مثال ذلك
السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله-
منهم رجل قلبه معلق بالمساجد٠٠٠

أي يخرج من المسجد ليذهب إلى بيته فيجلس فيه فلا يجد قلبه ، فقلبه هناك في المسجد فحينما يدخل المسجد يستريح فقد وجد قلبه يهدأ يسعد يطمئن ..
كما قال النبي صلى الله عليه *المسجد بيت كل تقي
فهذه علامة من علامات التقوى ..

فإذا دخلت المسجد ووجدت ضيقاً في نفسك ورغبة في الخروج من المسجد .. هذا دليل وجود خلل راجع قلبك اجلي صدأه٠٠
فأنت تحتاج إلى مراجعة لصفات التقوى حتى تحصل هذا الأمر في قلبك٠٠٠
وأصل القدرة على فعل الشيء :

معونة الله..
مؤونة العبد..
والمؤونة : رغبته وإرادته

فالله عز وجل لا يوفق العبد للطاعة إلا إذا كان العبد عنده إرادة ٠٠٠٠٠
في الحديث القدسي وكلكم تعرفونه :

ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة*

من المبتدأ
العبد!!!

فهل ابتداء العبد هذا من الممكن أن يحدث بدون شوق٠٠٠٠
لا
فالعبد لا يبادر إلى الفعل إلا اذا كان هناك مصلحة إلى هذا الفعل٠٠٠٠
والمصلحة إما :

مادية
أو معنوية
ونحن نقصد المعنوية .

فالشوق إلى الله عز وجل هو الذي يصحح إرادتك ويعينك على البدء والمبادرة إلى الله عز وجل

وهذه البداءة ( تقرب إليه شبرا ) هي المطلوبة
لتحصل بها المصلحة (((( يتقرب اليك ذراعا)))))

فلابد من إثارة كوامن شوقك إلى الله عز وجل حتى تلين لك الطاعات فتؤديها ذائقًا حلاوتها ولذتها٠٠

وأي لذة يمكن أن تحصلها من قيام الليل ومكابدة السهر ومراوحة الأقدام المتعبة أو ظمأ الهواجر أو ألم جوع البطون إذا لم يكن ذلك مبنياً على *( وعجلت إليك رب لترضى)

هذه قالها موسى لما ناداه ربه واستدعاه ٠٠٠٠

قال ابو حيان في تفسير هذه الآية : لما نهض موسى عليه السلام ببني إسرائيل إلى جانب الطور الأيمن حيث كان الموعد أن يكلم الله موسى بما فيه شرف العاجل والآجل ، رأى على وجه الاجتهاد أن يقدم وحده مبادرا إلى أمر الله وحرصا على القرب منه وشوقا إلى مناجاته ، واستخلف هارون على بني إسرائيل
وقال لهم موسى :

تسيرون إلى جانب الطور فلما انتهى موسى عليه السلام وناجى ربه ، زاده في الأجل عشرا وحينئذ وقفه على استعجاله دون القوم ليخبره موسى أنهم على الأثر ، فأجاب مشيرا إليهم لقربهم منه

(سبق لحضراتكم تفاصيل قصة موسى عليه السلام)
ثم ذكر السبب الذي حمله على العجلة وهو ما تضمنه قوله ( وعجلت إليك رب لترضى)

من طلبه رضا الله تعالى في السبق إلى ما وعده ربه ومعنى ( إليك ) إلى مكان وعدك و ( لترضى ) أي ليدوم رضاك ويستمر ، لأنه تعالى كان عنه راضيا٠٠٠
اذا اخوتي:

الشوق معيار الطاعة٠٠٠

فإذا أذن للصلاة ووجدت في قلبك الشوق لتلبية نداء الله عز وجل، فهذا *دليل* أن عندك من الشوق ما يدفعك للعجلة لربك٠٠٠

أما إذا أتيت الطاعات على كسل على وهن على تواني ، فهذا دليل على ضعف الشوق أو على موته ٠٠٠

وهناك أناس الشوق بينه وبين الله ميت فلا تجده مشتاقا لله عز وجل
فقد سقط الله وحبه من حساباته عياذا بالله٠٠٠٠

الدليل على ذلك أنه عند فوات الطاعة لا يجد في نفسه ندم
أو أثر لفواتها عنه، ولا تجد أنه تغير في أمره أي شيء
فهذا دليل إنعدام شوقه لله عز وجل

وهذا يكون القلوب على حالان.:

إما إنعدام الشوق وموته
أو قد يكون كامنناً ضعيفاً مستتراً يحتاج فقط من يوقظه ويحركه٠٠٠٠
وهذا هو غرض سلسلتي المباركة

والحقيقة كلاهما يحتاج إلى بعثه وإستثارته٠٠

فشوقك لربك ولإرضائه أفنته الشبهات والشهوات وأهلكته جوامح المعاصي ومرور الأزمنة دون كدح إلى الله٠٠٠٠

فتحتاج إلى بعث هذا الشوق من جديد إن كان ميتاً او إستثارته إن كان موجوداً كامنناً٠

طيب كيف نبعث الشوق إلى الله؟

نتابع ان شاء الله


 

رد مع اقتباس