عرض مشاركة واحدة
قديم 02-29-24, 07:58 AM   #10
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:03 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





استعدوا٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة العاشرة


اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه

اخوتي:
علمنا ان من أعظم العوامل لبعث وإستثارة الشوق لرب السماوات والأرض .. هي
مطالعة كلام الله* والتعرف على أسماءه وصفاته٠٠٠

من عوامل بعث الشوق واستثارته أيضاً :
2- مطالعة مِنن الله العظيمة وآلائه الجسيمة فالقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها٠٠٠

ولذلك كثر في القرآن آيات النعم والخلق والفضل

فكلما إزددت علمًا بنعم الله عليك كلما إزددت شوقًا لشكره على نعمائه.

ولكننا غفلنا عن نعم الله تبارك وتعالى ولذلك إبتعدنا عن المنعم سبحانه

فكلما تذكرت نعم الله المتوالية كلما تذكر الله عز وجل..

والا عيب عليك فهو من مقتضيات العبودية والطاعة أن تعد على نفسك في يومك وليلتك نعم الله
{ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا}

فحين تذكر النعم ، وتذكر فضل الله عليك ، يتولد في قلبك شوق لشكر الله عز وجل على هذه النعم

بعض الناس يقول: أنا أعلم نعم الله علي، ولكن لا أشعر بمنة الله علي٠٠٠٠

العلاج في ذلك:
أن تستحضر نفسك خاليا من هذه النعم ، فتدرك عظم هذه النعم عليك ..

فلو أنك مريض تتألم هل ستدرك نعمة الصحة ؟!

⁉️لماذا حين المصائب نجزع بشدة ؟!

حين موت أحد يعترض ويجزع وقد يصل إلى الكفر عياذا بالله ؟!

لأنه لم يتصور نفسه يوم من الأيام مسلوباً من هذه النعمة !!

وهذا يا اخوتي يسمي بلاء التعود ٠٠ الانسان يبتلي باعتياد النعم وكأنها امر عادي وطبيعي فيغفل عن شكر المنعم ولا يتلذذ بالنعم اصلاً ٠٠٠

لكن لو إستحضر الإنسان النعمة وأنها زائلة ، يصبر

لذلك استحضار هذه الأمور يساعد على الصبر في وقت الشدائد، فحين حدوث المصيبة بالفعل يكون هو متدرب ومتمرن على مثل هذه الحالات (عافانا الله وإياكم)

وكذلك هذة الأمور تساعدك على إدراك هذه النعمة وهو يتقلب فيها من حيث لا يدري ، وتساعدك على الشوق لربك الذي أنعم عليك إبتداءً ، وهو القادر أن يحفظها عليك ، وهو سبحانه وحده الذي يرزقك الإنتفاع بها ٠٠٠ وقادر علي سلبها ايضاً

اللهم أنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء٠٠٠

فكل نعمة إن لم تزدك شوقا وإقبالا على الله عز وجل ، حري بك أن تقف وتحاسب نفسك على تقصيرك في حق المنعم عز وجل٠٠٠

3- من أسباب إستثارة الشوق وبعثه :
التحسر على فوت الأزمنة في غير طاعة الله، بل قضاؤها في عبادة الهوى..

كم مضى علينا من رمضانات ؟!

كل رمضان مر عليك كان لزاماً عليك أن تخرج منه مغفورا لك ؟!

فانظرإلى السنين التي مرت ، والمواسم التي مرت عليك ، هل مررت بها وحصلت مرادك من طاعة الله عز وجل منها ؟!
أم أنها مرت بدون ثمرة أو فائدة منها ؟!

فلابد أن يتولد عندك شوق .. أن لا يمر عليك رمضان هذا العام كغيره من الرمضانات السابقة ..

فهذا التحسر يولد عندك شوق للطاعة لمواسم الطاعة التي ستمر عليك

قال ابن القيم رحمه الله:
وهذا اللحظ يؤدي به إلى مطالعة الجناية، والوقوف على الخطر فيها، والتشمير لتداركها والتخلص من رقها وطلب النجاة بتمحيصها

قال تعالى:
(أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)

فيجب أن يورث لك هذا التحسر، الخجل والإنكسار لله عز وجل، فيما فرَّطت في جنب الله عز وجل في الأزمنة الماضية

4- تذكر سبق السابقين مع تخلفك مع القاعدين
فهذا يورثك تحرقًا للمسابقة والمسارعة والمنافسة .

وكل ذلك أمر الله به قال تعالى { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ}

وقال تبارك وتعالي
{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ }

وقال عز وجل
{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }

فأين نحن من أمر الله ؟!

فلابد أن تستحضر السابقين الذين سبقوك وأصبحوا في منازل الجنات وأنت مازلت لم تدرك ما أدركوا ،ولتسأل نفسك

هل انا من المخلفين ؟!

احد السلف كان يعلق سوطا في بيته ، وكان يقوم الليل ، فإن تعبت قدماه أمسك بالسوط وضرب قدميه، وقال :
أيحسب أصحاب محمد أنهم يسبقوننا به فوالله لنزاحمنهم عليه حتى يعلموا أنهم خلفوا رجالا٠٠٠

وأهل العلم يقولون:
يستحيل أن يأتي جيل مثل جيل الصحابة .. لكن أن يأتي فرد في بعض الأزمان يكون أفضل من بعض الصحابه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا جائز ..

فلنستحضر هذة النية

ولابد للإنسان أن يكون عالي الهمة ، وطامع فيما عند الله٠٠٠

وإن كنا كثيروا الذنوب لابد أن يكون هدفنا كبير ، وغايتنا نفيسة ، وهمتنا عالية ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم حين علم أصحابه علمهم أن يسألوا الله الفردوس الأعلى٠٠

وإعلموا:

يا مريدو الخير أن بعث الشوق وظيفة لا ينفك عنها السائر إلى الله عز وجل، ولكن ينبغي مضاعفة هذا الشوق قبل شهر رمضان لتُضاعف الجهد فيه٠٠٠

وهذا الشوق نوع من أنواع النفوذ الايماني التي يحفز على الطاعة ثم يذوق المتعبد طعم عبادته ومناجاته

يتبع بإذن الله.....


 

رد مع اقتباس