عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-24, 08:00 AM   #12
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:02 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





استعدوا٠٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الثانية عشر


اللهم بلغنا رمضان

إذاً اخوتي:

ثاني القواعد التي نستهل بها شهر رمضان هي معرفة فضل مواسم الطاعات ومنة الله فيها ،وفرصة العبد منها٠٠٠

وعلمنا أن منشأ معظم عزيمتنا وهمتنا في شهر رمضان، أو في غيره من المواسم ، منشئه جهلنا التام المركب بحقيقة فضيلة هذه المواسم٠٠٠٠

قد يقول أحدنا:

أن كثير منا يدرك حقيقة هذه المواسم ويحفظها عن ظهر قلب ما الجديد يا اختي٠٠

أقول له أن الأمر لا يخلوا من دعوى معرفة فضيلة الأمر لا يعني أنك تقرأ فضيلة هذا الموسم أو هذة الفضيلة لهذة الطاعة ، فقط

لكن الواجب أن يتفاعل هذا الأمر إيمانيا في قلبك
بهذا المعنى تدرك قول النبي صلى الله عليه وسلم
من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه

إيماناً:
فيما سَخَّر وادخر وذَخِرَ الله عز وجل من الأجر للصُوَّم والقوم

وإحتساباً:

لهذا الأجر

لأن المسألة إن جردناها سرياليا من الثواب ، نجدها مجرد نصب وتعب وجوع وعطش٠٠٠


فهل من يؤدي هذة العبادة بدون ثواب سيأخذ شيء من هذا كله ؟
لا ، لا شيء ..

لذلك الرسول صل الله عليه وسلم نبه على هذا الأمر ، أن الجوع والعطش إذا الإنسان أخلاه من الإيمان والإحتساب لم يُحصّل من ذلك كله إلا الجوع والعطش٠٠٠

فقال صلى الله عليه وسلم : رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر

وقس على ذلك كل الطاعات

إذا أخلاها الإنسان من الجانب الإيماني الذي يرفع به حقيقة التعبد الى منزلة الرغبة فيما عند الله ، وأن هذة الطاعة يرجوا بها رضا الله عز وجل ، وأنه يتعب فعلا وحقيقةً لتحصيل أجر حقيقي٠٠٠

ليس كما يفعل بعض الناس، أنهم يؤدون الطاعة من باب الإحتياط، لو حدث شيء نكون قد صلينا ولو لم يحدث فنحن في مأمن٠٠٠

لا ليست المسألة هكذا ..

فهذه الطاعة لا يحصل بها الإنسان أي ثمرة ولا تزداد قربا من الله عز وجل بهذه النية٠٠٠

بل لابد أن يكون عندك يقين أنك تجني ثمرة حقيقية من هذه الطاعة وهذه العبادة، وجزاء حقيقي وأجر حقيقي من الله عز وجل٠٠٠

والله تعالى حين وعدنا بمثل هذه الجزائات لم يكن عبثاً ولعباً، ولم يكن لهواً ولم تكن دعاوى زائفة ولم يكن يلهينا بأمور .. أبدا وحاشاه

حينما قال عز وجل:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}

لم يكن يقصد تجارة صورية ، بل تجارة حقيقية، لها جزاء حقيقي وربح حقيقي٠٠٠٠

وحينما قال تبارك وتعالي

{ إِنَّ اللهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

لم يكن يقصد العبث إنما قصد شراءً وعقدا حقيقيا ، نبذل فيه أنفسنا وأموالنا ودمائنا لله عز وجل والمقابل الجنة ٠٠٠٠

أكد ذلك بقوله تعالى
{ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ}

وحينما قال النبي صل الله عليه وسلم
ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة

قصدها بالفعل فالجنة فعلاً سلعة وفعلاً تحتاج إلى ثمن ، وهذا الثمن لا يجوز أن يكون بهرجا أو أن يكون عملة مزيفة٠٠٠٠

كما أن سلع الدنيا لا تصلح معها الأموال المزيفة كذلك سلعة الله فهي أولى وأجدر٠٠٠٠

سلعة الله لا تصلح معها الأموال الزائفة أقصد بها الطاعات المزيفة ، والعبادات التهريجية العابثة التي لا جد فيها ولا ثمرة ، هذه لا تجدي ثمنا للجنة ٠٠٠
لذلك لا بد من تلمس فضيلة هذه المواسم بحق

إيمانا وإحتسابا

حتى نستطيع أن نؤدي طاعاتنا في هذا الشهر المعظم ، أو في أي موسم من مواسم الطاعة ونحن على يقين وجزم أننا سنحصل جب ذلك عند الله عز وجل
لذلك سيأتي معنا أن في صيام شهر رمضان يعاني بعض الأخوة من طول الصيام٠٠٠٠

مثل هذه القضايا لا يجوز أن تمر هكذا في حياة المسلم الملتزم مرور الكرام ، بل لابد أن يجعل منها مدرسة تربوية يستشف منها عيوبه وآفاته٠٠٠٠

فطول الصيام في شهر رمضان لابد أن يصومه الإنسان رغبة في إدخار هذا الجهد ، وهذا التعب وهذا النصب حتى لا يتعب يوم القيامة في طول قيامه، في عرصات هذا اليوم ، أو في النار والعياذ بالله٠٠٠

أوليس هناك حديث يدل على ذلك ، الم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا
(متفق عليه) وهذا لفظ البخاري، وفي لفظ مسلم: ((باعَد))

إذا فهو يدخر بهذه العبادة وبهذه الطاعة ما سيعانيه يوم القيامة والعياذ بالله من عنتٍ ورهق و من عذاب ونصب٠٠٠

إذا معرفة فضل المواسم ليس فقط مجرد المعرفة ، وليس فقط مجرد المطالعة ، وإن كانت المطالعة جزء حيوي ومهم ، فلا تخلي أوقات حياتك من مطالعة مستمرة لفضائل الطاعات

أي طاعة حاول أن تكثر من قراءة فضائل الطاعات في كتب السنة٠٠٠٠

وأخص منها كتاب الترغيب والترهيب لأنه حشد النصوص التي ترغب في الطاعات ،«كل الطاعات»

وكذلك طبعا رياض الصالحين وغيرها من كتب السنة المعتمدة٠٠٠٠

ًيتبع بإذن الله


 

رد مع اقتباس