عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-24, 08:31 AM   #13
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:03 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





استعدوا٠٠٠٠
لاستقبال شهر الخيرات
الحلقة الثالثة عشر


اللهم بلغنا رمضان

إذاً.. أخوتي:

الشاهد من مطالعة فضائل الأعمال ، سواء في فضائل الأعمال أو الأقوال ، من شأنها أن ترغب الإنسان في تلك الأقوال وفي تلك الأفعال٠٠٠٠
يبقى بعد ذلك دورهُ في التفاعل مع هذه الفضائل حتى يصل إلى مرتبة اليقين فيما عند الله تبارك وتعالى٠٠

ومن ما ورد من الحث على إغتنام مواسم الطاعات في العمر٠٠
ما رُوي عنه صل الله عليه وسلم مرفوعاً

اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ ، فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ
الراوى: انس بن مالك
حسنه الالبانى
أو ( أطلبوا الخير مدة عمركم)

وفي الطبراني أيضا من حديث محمد بن مسلمة مرفوعا بسند صحيح قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "

إن لله في أيام دهرة نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم أن تصببه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا
(صحيح الجامع)

طول أيام العمر أسعى في طلب الخير ، لا تكن مشغولا إلا في طلب طاعة أوهروب من معصية٠٠٠

قال ابن رجب رحمه الله
وجعل الله سبحانه وتعالى لبعض الشهور فضلاً على بعض،

كما قال تعالى:
{ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }
وقال تعالى:

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}

إذا ..

لله في أيام السنة نفحات ..ونفحات ، جمع نفحة : وهي زيادة الخير التي تأتي من الكريم ولا تكون كمثيلات أفعاله الأخريات٠٠٠

فالكريم غالباً حين ينفق مثلا يتصدق غالب صدقاته لا تقل صدقة عن ١٠جنيه مثلا"، لكن هذا الكريم له في بعض أوقاته عمره ، مثلا في رمضان أو أوقات الحج أو أوقات الصوم أقل صدقة ينفقها ١٠٠ جنيه
مثلا"

ولله المثل الاعلي
وهؤلاء الفقراء يعلمون أن هذا الكريم له نفحات أوقات معينه يزداد فيها كرما ، فيتعرضون له٠٠٠٠

وأنتم تجدون أن حشود الفقراء والمساكن يحتشدون أمام المساجد في أواخر شهر رمضان .. لماذا؟!

يعلمون أن الكرماء تفيض أريحيتهم بكثير من الصدقات ، بخلاف الأيام العادية في السنة لا تجد فقراء أمام المساجد٠٠٠

ولله المثل الأعلى ..
كذلك الله عز وجل له في بعض أيام دهره نفحات ..
أي مواطن ومواقع يجود فيها الله عز وجل جودا وكرما ومنة وفضلا مالا يجود في غيره من المواسم٠٠٠
اللهم إنا نسألك من فضلك

لكن الكريم في الدنيا الذي ينفق وينثر فلوسه ، هذة الفلوس التي تنثر تقع حيثما وقعت في يد أي أحد وقعت في يده٠٠
نعم في يده

لكن نفحات الله عز وجل لا تقع إلا على المستحقين ، ولو أدنى استحقاق٠٠*
ولكن لابد أن يكون هناك ذلك الأدنى من الاستحقاق أو سبب لوصول تلك النفحات للعبد المحسن٠٠

ولكن غير المتعرض تماما لنفحات الله عز وجل في رمضان ، لا يمكن أن تتنزل عليه ، فلا يمكن أن تتنزل على مخمور مثلا"
المهم لا تعرض انت!
تاهب
واقبل
وستنال
كيف يمكن أن يحصل ذلك ، إذا كان أهل الإيمان يشكون في حصولهم على الثواب أصلا ، فكيف بهؤلاء المطرودين والمبعدين ؟

وهذا كله مآلا ومصيراً إلى أن الله عز وجل حكيم يضع الأمور في نصابها ولا يظلم ربك أحدا٠٠٠

وما في هذه المواسم الفاضلة موسمٌ إلا ولله تعالى فيه صفه من صفاته يُتقرَّب بها إليه، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يعود بفضله ورحمته إليه، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام٠٠٠
وفي مسند *الإمام أحمد* عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ليس من عمل يوم إلا يُختم عليه

ما من يوم يمضي عليك إلا يختم عليه٠٠٠
أي لا سبيل إلى إصلاح ما فاتك ولا تدارك ما انفرط منك٠٠٠

يا. الهى
فالأيام التي تمضي عليك ليست دفاتر حسابات موضوعة على الأرفف تستطيع أن تنزلها وتعدل فيها ما تشاء٠٠٠

إنما هي أعمال يختم عليها، ولا سبيل إلى تداركها٠٠٠

لازم هذا المعنى أنه إذا كان ليس لديك الفرصة في تدارك ما فاتك ، فاحرص على تدارك ما سيأتي عليك٠٠

لأن الذي يأتي عليك الآن ولا شك أنه بعد قليل سيكون فائتاً لا يُتدارك ٠٠٠
فاحرص على إصلاحه واحرص على تداركه، واحرص على اغتنام ما فيه ، حتى لا ينقضي ثم بعد ذلك تندم على ما انقضى وفرط منك

روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن مجاهد قال:

ما من يوم إلا يقول ابن آدم قد دخلت عليك اليوم ولن أرجع إليك بعد اليوم فانظر ماذا تعمل فيّ، فإذا انقضى طواه، ثم يختم عليه فلا يفك حتى يكون الله هو الذي يَفُضُّ ذلك الخاتم يوم القيامة

ويقول اليوم حين ينقضي: الحمد لله الذي أراحني من الدنيا وأهلها، ولا ليلةٍ تدخل على الناس إلا قالت كذلك٠٠٠

اغتنمـــــــــوا. اعماركم اخوتي....

يُتبع ان شاء الله


 

رد مع اقتباس