عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-24, 08:26 AM   #16
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:59 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





استعدوا٠٠
لاستقبال شهر الخير
الحلقة السادسة عشر


اللهم بلغنا رمضان
بلوغ طاعة

القاعدة الثالثة
تمارين العزيمة والهمة

ما معنى هذا؟

الرياضيون حين يدخلوا أي نوع من المباريات ، يُصُونَهُ بالتسخين بأنواعه٠٠٠
لكن نحن تسخيننا كيف؟

وما الهدف من التسخين ؟!

أن العضلات لا تدخل إلى المباراة وهي فاترة مترهلة ،
لأنها إذا بوغتت بجهد شاق سوف يؤدي إلى إضطراب الانسجة فتتعب العضلات ويؤدي إلي مشاكل لدي اللاعب٠٠٠٠

أما إذا دخلت وهي متهيئة متحفزة إلى العمل والجهد بأن تكون ساخنه أصلا" ، فهذا يساعدها على الإستمرار وعلى عدم التعب او اي اضرار٠٠٠

نفس هذا الأمر يسري في العبادات والطاعات وأيضاً في العلوم الشرعية ، فإنك إن لم تمارسها على الدوام تصدأ وتذهب تتلاشى نعم وﷲ٠٠ ٠٠

يُران على القلب عفاكم الله
فمثلا ابن الجزري يقول على تجويد القرآن وقراءة القرآن وترتيل القرآن ، لا يمكن أن يتحصل آلا بالتدرب وبالمرونة بالتمرن ويقول وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَرْكِهِ إِلاَّ رِيَاضَةُ امْرِئٍ بِفَكِّهِ

أي من يتدرب على المخارج والصفات يستطيع بعد ذلك أن يرتل ترتيلا حسنا
أما أن يهجر القرآن تماما، ثم يطمع بعد ذلك أن تكون تلاوتة حسنة أو تلاوته مجودة ، فهذا دونه خرط القتاد٠٠

ومانَيٍل المطَالب بالتمني
وخرط القتاد معناها

القتاد : نوع من الاشجار له أشواك كالإبر٠٠

الخرط :
أن تزيل ورق الشجر بكفيك ، ولا شك أن هذا أمر غاية في الألم فلا يستطيع أحد أن يصبر عليه

كذلك الذي يظن أن الذي لا يقوم الليل البته ولا يقرأ القرآن أبداً ، يظن أن أول ما يدخل الشهر سيقوم الليل مثلا ٣ ساعات٠٠٠

لا يمكن!
هذا مستحيل ولو فعلها ليلة لا يستطيع أن يستمر٠٠٠
اما من يتمرن على هذه الطاعات يصبح الصيام والقيام عنده مسألة سهلة يسيرة ، معتادٌ عليها٠٠

لهذا المعنى نلمح حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في الترغيب في صيام شهر شعبان

(وهذة لمحه ثالثة تضاف الي الثلاث اللذين وافيت بهم حضراتكم من صيام الحبيب صلى الله عليه وسلم لشهر شعبان)

حتى تلج النفس على شهر رمضان وهي مواتيه للصوم ، فالصوم لا يكون مشقة بالنسبة له فيشعر أن الصوم له امر عادي جدا ليس فيه مشقة


ولاحظ أن كثير من الناس لا يستثيرون هذة المشقة في عبودية الله تبارك وتعالى ، لذلك الشرع يساعدهم على أداء الطاعة بدون مشقة ، مع أن المشقة على قدرها يكون الأجر والثواب
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأمنا عائشة رضى الله عنها *أجرك على قدر نصبك

ولذلك كان الجهاد ذروة سنام الإسلام ، لماذا ؟

لأن فيه التضحية العظمى التضحية التي ليس بعدها تضحية ، التي هي التضحية بالنفس والدم ، يضحي الانسان بأعز شيء عنده بأعز ما يملك بل كل ما يملك بحياتة لذلك كان الجهاد ذروة سنام الإسلام

فعلى قدر تعبك ونصبك في الطاعات على قدر ما يتضاعف الجزاء والوفاء*
وهذا الاجتهاد لا يمكن أن يتأتى من نفس تعودت والنوم والراحة وشق عليها كل شيئ. أبداً

لذلك الجهاد نفسه يظن البعض أن بمجرد أن يدعو داعي الجهاد للنفير مثلا لجهاد اليهود، يظن أن نفسه ستواتيه ، أبداً هذا ليس بهين ، كثير من الشباب يعيش في خدعة كبرى من هذه القضية

فلا أعتقد أن شاب مسلم لا يستطيع أن يقاوم سرير نومه وفراشه الوفير ليقوم في صلاة الفجر ، لا أعتقد أن هذا اصلا يستطيع أن يترك امرأته يوما ليلبي دعاء الجهاد

لا يمكن
النفس إذا لم تعود على التضحية بالتوالي ، فإنها ستجنح إلى الأنانية ولا شك
لكن تعودها على التضحية رويدا رويدا ، هو الذي سيسهل لها بعد دلك الانخلاع عن ما تحب

لذلك نقول أن التمرن على الطاعات، كل الطاعات التي تريد أن تفعلها في شهر رمضان ، تمرن عليها وتعودها في مثل هذه الأيام جاهد نفسك فيها ، حتى إذا ما جاء الشهر استطعت أن تدخل هذا الشهر وفي نفسك عزيمة صادقة للطاعة وإلى العمل فيه

والاصولييون يعرفون العزيمة أنها ما بنيت على خلاف التيسير ، كالصوم والسفر لمن أطعته

والعزيمة أو العزم عند أهل السلوك هو استجماع قوى الإرادة على الفعل.
وكأن صاحب العزيمة لا رخصة له في التخلف عن القيام بالمهمة، بل هو مطالب باستجماع قوته وشحذها حتى يطيق الأداء.

فالعزيمة ليست شيئا نفسيا محضا يمكن أن يولد رهن الساعة

، لايمكن
فالعزيمة تحتاج إلى استجماع ، تحتاج إلى طلب كل الطاقة والذخر الموجود في جسمك وفي مكنون نفسيتك حتى تولد في قلبك الطاقة والنفسية الموائمة للعمل ضخامة أوعدم ضخامة لأن كل عمل يحتاج إلى إرادة معينة
فلذلك العزيمة تحتاج إلى تمارين وإلى توليد سابق للشهر المعظم
والشرع أشار إلى ذلك باستحباب

فاستحب صوم شعبان لتتأهب النفس وتقوى على صيام رمضان بسهولة
وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل أن يبدأ، بركعتين خفيفتين حتى تتريض نفسه ولا تضجر

وأشار الامام الشاطبي رحمه الله

في الموافقات إلى أن السنن والنوافل بمثابة التوطئة وإعداد النفس للدخول في الفريضة على الوجه الأكمل.

و بين كل أذانين صلاة ؟
فحين تؤدي السنن القبلية للفريضة ، تتأهب النفس استعدادا للفريضة
فحين تؤدي السّنة ، وتمارس المجاهدة -مجاهدة النفس والوساوس تدخل في الفريضة ، وأنت لديك دربة ، متدرب على هذه المقاومة ضد تلك الوساوس
وتمارين العزيمة إخوتاه ، من صميم القيام بحق شهر رمضان وتحصيل المغفرة فيه

فلا قوة للنفس ما لم تعد العدة للطاعة ..

يتبع بإذن الله


 

رد مع اقتباس