عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-24, 07:49 AM   #18
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:02 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





استعدوا٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة السابعة عشر


اللهم بلغنا رمضان


إذاً
القاعدة الثالثة
قلنا تمارين العزيمة والهمة .. وهي من صميم القيام بحق شهر رمضان وتحصيل المغفرة فيه٠٠٠٠

والعزيمة لا تكون إلا فيما لا تألفه النفوس أو لا تحبه ، فتحتاج النفس إلى
المجاهدة في معرفة فضل ذلك العمل المكروه إليها
ثم مجاهدة وإرادات ، ودفع العجز والكسل

ولذلك قال الله عن الجهاد
*{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ* }.

ولأنه لا قوة للنفس ما لم تُعِد العدة للطاعة

قال تعالى لائما على المنافقين الذين ادعوا أنهم كانوا يريدون الخروج للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وتخلف المنافقين فيها : { وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُم فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}.

قاعدة مهمة

أي طاعة تحرم منها هذا دليل حرمان حتى لو كان عندك ظروف؟

هل هذا تشديد منى ؟!
لا ليس تشديدا إنما تهذيب للنفس وترغيب لها على الإستعداد لأي طاعة أخرى حتى لا تفوت٠٠

*لأن لو الإنسان جلس يملي نفسه بالمعاذير لكل طاعة تفوته فإنه أبدا لن يندم على فوات الطاعة*
فلا يصلي الفجر ولا تجد لذلك أثر في نفسه

يفوته درس يمني نفسه أنه سيسمعه أو سيشتري الكتاب او.او. او

مثل هذا مع توالي الأزمنة سيؤدي به إلى زهد في الخير والطاعة٠٠٠

لكن إذا خوف نفسه من ذلك ، فالآية مخيفة جداً *{ كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُم }
أي سبب تخلفه من الله فلقد كرهه ربه ، وكرهه خروجه أصلاً٠٠٠

ولم يكره الله انبعاثهم ابتداءً ، لا بل وجدهم متوانين عن طاعته ، بسبب تباطؤهم وعدم صدق نيتهم وعزيمتهم في أن يروا الله عز وجل منهم طاعته ، فالله كره انبعاثهم فثبطهم

ثبطهم : أي أقعدهم وكسلهم عن الخروج

وبهذا تعلم أن كثير من الطاعات التي نحبها ونريد أن نفعلها نجد أمامها احيانا كسل ، هذا الكسل ليس بالضرورة أن يكون آتي منك فقد يكون عقوبة

نعم قد يكون الكسل عقوبة من الله تبارك وتعالى ، لأن هذا الكسل سبقه كسل وعدم جد في طلب الطاعة، فتأتي العقوبة من الله عز وجل للعبد لأنه لم يبادر الى النشاط٠٠٠

وقلت لحضراتكم ان أساس العبادة أن تكون مبنية على
الشوق التام
والحب التام
والذل التام

كما قلت في قصة موسى عليه السلام وقلنا أن لابد أن يكون شعار المسلم
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ)

عجلت إليك في أي نداء وفي أي طاعة

فتسمع الأذان للصلاة فيكون شعارك وأنت ذاهب للصلاة وعجلت إليك ربي لترضى
حضور مجالس العلم يقول : لبيك لبيك اللهم لبيك ، وعجلت إليك رب لترضى
يدعوك أحدهم للصدقة أو ترى مسكين فتبادر وتخرج الصدقة وتقول بلسان حالك ومقالك وعجلت إليك ربي لترضى

*هذه المثابره على الإستعجال للطاعة هو الذي يعين الإنسان على الإستمرار في الإقبال على الطاعات*

تأمل قول الله تبارك وتعالي في سورة الكهف
{ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}

{أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ} أي جعل الله قلبه غافل عن الله وعن الطاعة٠٠

{وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } أي: مفرط لا يحصل أمراً لدنياه ولا لآخرته لأنه غفل واتبع هواه٠٠
يا.الهى
اللهم اجرنا من خزى الدنيا وعذاب الاخرة

قد يقول أحدهم أن الله هو الذي أغفل قلبه
فالجواب
لا٠٠
لا٠٠
الله لا يغّفل إنسان إلا إذا كان هو من ابتدأ الغفلة ، كما قال تعالى
{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ}

وفي قراءة أخرى ولكنها ليست عشرية :*{أَغفَلَنَا قَلْبَهُ}
فهو الذي غفل عن ربه ، وليس الله من أغفله ، وهو الذي بات بقلبه بعيدا عن ربه ، فتجد ه يرى المؤمنين يتحاشاهم حتى لا يقول له أحدهم : قم فصل ، أو احضر معنا هذا الدرس

وحين يسمع القرآن يغلقه ، حتى لا يُذَكره القرآن ، فيبعد عن ملذاته وشهواته

تجده حين يمر أمام المقابر يقول: أعوذ بالله الحمد لله أني بعيد عن هؤلاء ..وهكذا

لا يريد أن يتذكر أي شيء حتى يبقى منغمس في دنيته ، وفي شهواته فهذه كلها منغصات لقلبه فيبعدها عنه وهو بذلك يبعد عن الله عز وجل

إذا تمارين العزيمة تقتضي الإجتهاد والجد في المثابرة....


 

رد مع اقتباس