عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-24, 07:54 AM   #19
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:21 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي






استعدوا٠٠٠

لاستقبال شهر الخيرات

الحلقة الثامنة عشر

اللهم بلغنا رمضان

إذاً اخوتي
تحدثنا عن تمارين العزيمة للإستعداد لشهر رمضان ، التي تقتضي الإجتهاد والجد في المثابرة

هذه المثابره على الإستعجال للطاعة هو الذي يعين الإنسان على الإستمرار في الإقبال على الطاعات*

قد يقول قائل :
من المفترض أن يكون الإنسان أصلاً لا يفعل طاعة إلا إذا كان مستعدا لها ونشطاً عليها لكن إذا وجد في نفسه كسل أو عدم نشاط ، من المفترض أن يتركها

والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ , فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا , وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا , وَإِنْ قَلَّتْ

وقال أيضا صلوات ربي وتسليماته عليه وعلي آله وصحبه وسلم لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ

أي: صلي ما استطيعه ، وحين أجد في نفسي كسل أترك الصلاة ولا أُكمل٠٠٠

الإجاب
من فقه الحديث لا يجوز أن يفهم من الفاظ وحده ، لابد أن تفهم سنة النبي صل الله عليه وسلم متكاملة فلا يجوز أن نجتزأ لان هذا من سيم الزنادقه والعلمانيين والمحاربين لدين الله
مثل من يقول : { لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ } ويسكت على أنه دليل لترك الصلاة٠٠٠

فيأخذ من الحديث ما يأتي على هواه ، وهذا دليل على الهوى وأنه صريع هواه وشهواته وملذاته٠٠٠


لكن المؤمن الراغب فيما عند الله، ليس هذا مسلكه ابداااااً هو يرغب في طاعة الله عز وجل ويبحث عن طاعة الله عز وجل ، لذلك لا يسعى إلى تلمس الرخص و الأدلة التي بها يتأخر عن رضا الله وعن طاعة الله عز وجل بسوء فهمه

إذا كيف نفهم هذة الأحاديث؟

اهل العلم قالوا إنما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الإفراط في التعب الذي يقطع بصاحبه ويقعده٠٠٠

فأراد صلي الله عليه وسلم وهو الرحمة المهداه بهذة الأحاديث أن يخفف من أولئك المجتهدين جدا في العبادة الذين يثابرون إلى الدرجة التي تنقطع معه مسطاعه ووسعه تماما للطاعة٠٠٠

فمثلا"
اقول لحضرتك خذ بهذة الاحاديث ان كنت تقيم الليل بالقرآن كاملا" اقول لك أرفق بنفسك يا اخي / اختى قليلا"

كما ورد عن بعض السلف أنه قام الليل حتى شُلَّ
وكان يصوم حتى اخضر جسمه من شدة الطاعة والعبادة حتى لامه اصحابه على ذلك

وكان بعض التابعين وبعض السلف يقوم الليل كله حتى لا يستطيع القيام

فالرسول بأبي هو وامي ونفسي وجميع ما املك قصد هؤلاء أن لا يكلفوا من الأعمال فوق طاقتهم الحقيقية

إذاً..
ماهي الطاقة الحقيقية ؟!
هي الوسع الآخِر الذي تستطيع أن تصل إليه

فمثلا لاعب الكرة كم يلعب من الساعات في المباريات ، مثلا ساعة ؟!

فهذا الاعب في طاقته أن يبذل جهد لمدة ساعة فى اللعب ، وحين يقف يصلي يقول لنفسه أنا أكثر طاقتي ١٠ دقائق٠٠

لماذا ؟!
لماذا حين يكون البذل في حق الله يكون هناك الكسل ، هذا دليل على الإزدواجية في المعايير ..

فإستدلالك بالحديث ليس المراد ما تطيق نفسك الكَسِلَة
لا المقصد هنا الطاقة الحقيقية لك يا أيها الكسول٠٠

فالانسان لابد أن يبذل الطاعة ولو كانت نفسه كارهه مثل صلاة الفجر نحن نقوم لها ونحن نريد النوم كارهون للقيام والبرد و و

ولكن هذا الكره الله يبدله حب وطاعة ، فلابد أن تقوم وتجاهد نفسك على كره في إتيان الطاعة مع التعب والمشقة التي قد تكون غير محتملة غالبا فأنت مطالب بإطاقة هذا العمل وعدم التخلي عنه

وإلا كان ذلك دليل على أن ما تفعله لله تبارك وتعالى فقط هو الذي لا تحبه٠٠٠
أي، أي طاقة حين يكون في جنب الله يكرهه..
وهذا دليل خطير على نفاق النفس لأن المنافقين من صفاتهم أنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم

فالإنسان فرضت عليه صلاة الفجر فهو يترك السرير على كره منه لكن هو راغب فيما عند الله من الجزاء هذا لا شيء عليه

لكن من يمضي الأوقات في اللعب واللهو في الليل ، ولا تجده يبذل شيئا في طاعة الله أو في قيام الليل وتجد منه الكسل ، فحينما يكون الأمر في جانب النفس تجد فيه أريحية في البذل لكن في جانب الله تجد كسل!!
مسكيييين غير موفق

هذا يحتاج أن يراجع نفسه فهذا نذير خطرٍ وشؤم شديد ، هذا دليل على أن النفس فيها نقص شديد في محبة الله عز وجل

اثبت أنك تبذل لله عز وجل كما تبذل لشهوتك ولرغبتك

فلابد من مراجعة النفس في هذه الأمور

لذلك قال العلماء أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُرِد أن لا تعمل حتى تنشط بحسك للعمل وحتى تقبل عليه وتبادر إليه فإن النفس أصلا كسوووله ثقيلة على فعل الخير بطيئة النهوض إلى أعمال البر

فلو لم تصلي مثلا حتى تدعوك نفسك للصلاة وحتى تنشط إليها وتخف عليها لما صليت إلا قليلا**وربما لن تصلي أبدا ، ولا قامت لك نفسك عن فراشها ولا تركت راحتها ولا لذيذ نومها

ولو انتظرت تلك الليلة التي تنام فيها نشيط ومستعد لقيام الليل لتقوم الليل لن تصلي إلا ايام قليلة في حياتك..

فالعبادة يا اخوتي
تحتاج مصابرة
و مثابرة
ومجاهدة
وهمة
وعزيمه للقيام بها

وفي قوله صل الله عليه وسلم اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ

يُتبع...


 

رد مع اقتباس