عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-24, 11:31 AM   #540
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:41 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حَلَلتُم أَهلًا وَنَزلتُم سَهلًا، وطِبتُم وَطَابَ مَمشَاكُم وتَبوَّأتُم مِن الجنَّةِ مَقعَدا....
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!




كانت هند بنت عتبة نائمة فى غرفتها عندما فوجئت بزوجها الفاكه بن المغيرة يدخل عليها ثائرا صارخا فيها : من الذى خرج من عندك الآن ؟

حيث كان للفاكه بيت للضيافة يغشاه الناس فيه بلا إذن فقام يوماً في ذلك البيت وهند زوجته معه ثم خرج عنها وتركها نائمة فجاء بعض من كان يغشى البيت فلما وجد المرأة نائمة ولى عنها ..

فاستقبله الفاكه بن المغيرة فدخل على هند وأنبهها وقال : من الذي خرج من عندك الان ؟

دهشت من ثورته وانكرت انها رأت احدا ولم يصدق الزوج انكارها وقرر اعادتها الى بيت ابيها وتركها معلقة على حافة الفضيحة .. وحاصرتها الألسنة بالأقاويل حتى ان اباها نفسه ضج من كلام الناس وصاح بها : ماذا افعل بك لقد تكاثرت الاقاويل علينا ان كان زوجك صادقا دسست عليه من يقتله فتنقطع الاقاويل وان يكن كاذبا فلنحتكم لكهنة اليمن ..

كان من الصعب عليها ان تسترد شرفها بالقتل فالدم سيثبت التهمة عليها لذلك وافقت على تحمل المخاطرة والأحتكام الى كهنة اليمن لأنها تعلم ان لو اخطأ الكهنة واثبتوا الاكذوبة عليها سيقتلونها هناك ومااكثر مايخطئون لكنها قررت وذهبت الى ابيها وأقسمت انها صادقة وانها لايمكن ان تفعل ذلك وتمرغ شرف اسرتها فى الوحل ..

ذهب ابوها الى زوجها واعلن التحدى واتفقا على الرحيل الى كهنة اليمن لأثبات البراءة وفى رحلة السفر كانت هند على ناقتها وحيدة وحولها ابوها واخوتها غير واثقين من براءتها وكانت نسوة بنى عبد مناف ورجالها يسرن حولها ويرمقونها بنظرات فيها كثير من الشكوك وفى الناحية الاخرى كانت ابل بنى مخزوم وفى وسطهم زوجها السابق الفاكه بن المغيرة وحوله رهط من قومه ولكنها ظلت صامتة طول الرحلة تتلقى نظراتهم بصلابة دون خوف ..

اخيرا ظهرت جبال اليمن واحست انها ترتجف واقترب منها اباها الذى لاحظ اهتزازها فسألها فى همس متحفز : ماذا بك ..
قالت وهى تلتقط انفاسها بصعوبة : انا بخير يا ابتاه لكنى اعرف اننا نستشير بشرا يخطىء ويصيب ..

دخلت هند الى الكاهن وهى تدرك انها تقامر اما بالشرف او بالفضيحة وكان الكاهن عجوزا ووجهه مخيف عندما رأت وجهه هند ارتجفت واندست بين باقى نسوة بنى عبد مناف ووقف ابوها امام الكاهن واشار الى جمع النسوة قائلا : انظر امر هؤلاء النسوة الجالسات من منهن لها قضية فلتخبرنا عنها كان هذا هو النظام المتبع ..

اخذ الكاهن يقترب منهن واحدة فواحدة ويضرب كلا منهن على كتفها ويأمرها بالنهوض دون كلام اى انها ليس عليها شىء الى ان وقف امامها تمهل وتقابلت نظراتهما عرف انها صاحب القضية فقال بصوت واضح : انهضى غير رسحاء ولا زانية ولتلدى ملكا يسمى معاوية ومعنى رسخاء اى قليلة اللحم ..

نهضت هند وانتصبت قامتها فى السماء واحست انها اطول واعلى من كل من اتهموها ومنذ هذه اللحظة هى ام الملك المنتظر وعليها ان تصون جسدها من اجل ان تحظى بهذا الشرف لذلك لن تدع رجلا لا يستحق يلمس جسدها وعندما اقترب منها زوجها السابق ليمسك يدها معتذرا متوسلا ان تعود الى بيته لكنها نزعت يدها منه قائلة بصوت حازم :

والله انى لأحرص على ان يكون هذا الملك من رجل غيرك ..
الجدير بالذكر انها تزوجت بعد ذلك ابو سفيان ابن حرب سيد قريش وانجبت معاويه ..
وزوجها السابق الفاكه بن المغيره هو شقيق الوليد بن المغيرة من سادات قريش والذى انجب خالد بن الوليد ..

أسعدكم الله اينما كنتم
لنا لقاء آخر ان شاء الله