| | | |
| وهي التي لم تره منذ أمد بعيد، يوم كانت طفلة في الثالثة ، لكنها تشعر وفي كل لحظة بأنه على مبعدة ذراع منها، وأنه سيأخذها متى يشاء، وحين يشاء، ويترك أمها لمصيرها وحيدة للقدر، فيحسها الآن، وهي تتلاهث لكأن يدا ما تطبق على روحها، فيهدهدها، ويطمئنها بأن أباها لن يعرفها الآن بعدما نمت وزهت مثل حبق الدار، وأنه لن يلتقي أمها، وقد صارت قعيدة الفراش، فلتهدأ روحها، ولتطمئن فهو قربها كالزمان.. | |
| | |
غير أنها تظل تردد جملتها الراعبة:
- أنت لا تعرف أبي، يا عبودة فهو سيد الأمكنة والسؤال!!
وتغص فيستوضحها، لكنها لا تجيب.
تبدو له وهي قربه، أنها في دنيا أخرى موحشة نائية، خائفة من المفاجأة التي ستجعل أمها وحيدة غريبة ترفو أحزانها بخيط دموعها ، والتي ستجعله هو.. ندبة الأحلام.