عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-24, 07:15 AM   #1709
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (03:41 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



وإياك وسوء الظن بالله

قال تعالى :
(يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾
[ آل عمران : 154]

قال ابن القيم في زاد المعاد مفسرا :

* المقصود هنا* الظن الذي لا يليق بالله,
فإذا اعتقدتم أن المسلم على إيمانه, واستقامته, وورعه, وإخلاصه, أن الله لن ينصره، فقد وقعنا في أسوأ عقيدة نحاسب عليها, وهي سوء الظن بالله,

أو تقوية أعداء الله المضلين والتخلي عن المؤمنين ...سوء ظن بالله

ومن سوء الظن بالله :

الشك في حكمة الله بتوزيع الأرزاق فهي من سوء الظن بالله

الذي يقول مثلاً:
سبحان الله! في أشخاص يتمتعون بالأموال الوفيرة, وهم لا يستحقونها,
وأناس لا يملكون أموال وهم صالحون،
‼️هذا الكلام مؤداه أن الله ليس بحكيم،
الكلام واضح جدا :﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾
* [ آل عمران : 154]

إذا ظننت أن الله لا ينصر رسوله, وأن أمر هذا الدين سيضمحل،
وأن الذي جرى ليس بقضاء الله عز وجل وقدره، القوي يأكل الضعيف، أو لا حكمة فيه،
إنكار القدر, أو الحكمة, أو نصر الرسول, أو إنكار ثبات الدين,
ثم إنكار أن يظهر الله هذا الدين على الدين كله.
هذا كله من سوء الظن بالله عز وجل، ولاحول ولاقوة إلا بالله.

لكن* ما معنى سوء الظن بالله؟

ظن السوء هو أن تظن بالله ظناً لا يليق بأسمائه الحسنى وصفاته الفضلى، لا يليق بوحدانيته, ولا بتفرده بالربوبية, ولا بالألوهية, ولا بتفرده بصفاته, هذا كله من الظن السوء,

والذي يظن أن جند الله لا ينصرون،
مع أن الله عز وجل يقول:﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾
* [ الصافات : 173]
فهذا من سوء الظن

انتبه

أكثر الناس يظنون ظن السوء فيما يختص بهم :

غير الراضي عن حياته سيء الظن بالله
لا يوجد واحد راض عن دخله إلا من رحم الله , ولا عن زوجته, يشعر إنه يستحق دخل أعلى من هذا, وزوجة أفضل,
أو لا يرضى عما يرى حوله،
فمن شعر انه مبخوس حقه لايستحق لما يحدث له
فهو سئ الظن بالله

لكن

لا يسلم من سوء الظن بالله إلا من عرف الله, وأسماءه, وصفاته, وموجب حمده, وحكمته،
فمن قنط من رحمته, وأيس من روحه,
* فقد ظن به ظن السوء .

احذر

أن تتوهم أن الله يعذب أولياءه مع إحسانهم وإخلاصهم ويسوي بينهم وبين أعدائه....
* هذا من الظن السوء,

* الاعتقاد بأن المنحرف يتساوى مع المستقيم سوء ظن بالله
﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ﴾
* [ السجدة : 18]

مستحيل, وألف ألف مستحيل,
أن يستوى الشخص المستقيم مع الشخص المنحرف،
و الصادق مع الكاذب,
والمخلص مع الخائن,
والمنصف مع الظالم,
* والمحسن مع المسيء .

هيا بنا نتفائل مرة اخرى

ركزوا في هذه القصة وماذا كنت ستفعل لو كنت مكانه؟

النبي عليه الصلاة والسلام حينما هاجر وأفلت من يد قريش، وضعت مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ،* مئة ناقة ، ثروة طائلة ، لذلك تهافت الناس على التسابق لأخذ هذه الجائزة إذا جاؤوا بالنبي حياً أو ميتاً ،

النتيجة أن إنساناً اسمه سراقة طمع بالجائزة ، فركب فرسه ، وعدا إلى طريق الهجرة ، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ،
لكن النبي كما تعلم متفائل ، وموقن بنصر الله عز وجل ،
* قال له كلمة ـ نحن نرددها كثيراً ، وقد لا نفهم معناها ، أو قد لا ننتبه إلى أبعادها ـ
قال له : يا سراقة ! كيف بك إذا لبست سواري كسرى ؟******
*** شيء لا يصدق !‼️
إنسان مطارد ، مهدور دمه ، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ،
لسان حاله صلى الله عليه وسلم يقول : أنا سأصل آمناً ، وسأؤسس دولة ، وسأحارب أقوى دولتين في العالم، الفرس والروم ، وسوف ينهزم الفرس ، وسوف تأتيني كنوز فارس ، وسوف تأتي إلى المدينة ، ويا سراقة لك سواري كسرى ، هذا معنى كلامه صلى الله عليه وسلم

هذا الذي وقع مستحيل ! .‼️

كأن نخاطب دولة في طرف الصحراء ، تعاني من مليون مشكلة ،
نقول لها : أنت سوف تكونين اغنى من البيت الأبيض ،
هذه هي النسبية .
لذلك قال له : كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى ؟ فكان عليه الصلاة والسلام متفائلاً ،
لكن تفاؤله حقيقي ،
تفاؤل يعتمد على إيمانه .

ثقة النبي بنصر الله بلا حدود,
‼️ماذا ستقول انت إن كنت في هذا الموقف
الإسلام انتهى؟
لا لن ينتهي, لأنه دين الله،
لا تقلق على هذا الدين, اقلق على نفسك وعلى عملك ؟

مجالس الصالحين....


 

رد مع اقتباس