و من عجيب المعاملات بين البشر
انه عندما تطفو الخلافات
تطغي التناقضات ...

نحن كبشر نفوسنا ضعيفة
لا نستطيع ان نضع معيار موحد
لاساس المعاملات ..

وبالتالي من نمدحهم امس
لأنهم كانوا في صفنا
نعيب عليهم اليوم ونطعنهم
بما كانوا عليه قبل الأمس
لأن اليوم اختلفنا ...

وبالتالي تفقد الحقيقة قيمتها
بسبب الغرض ...

اسوأ مرض أن تحتفي بالناس
وتتعاطي مع عيوبهم كأنها ميزة
وتتعاطي مع اخطائهم كأنها استحقاق
لانها ناسبت ما أنت عليه في وقت ما

ثم تتذكر كل تلك الأخطاء والعيوب
في يوم ما لأن تلك الأخطاء والعيوب لم تناسبك
او مست كبريائك
عندما تعرضت لجزء منها
فتجعل من كل رد فعل لك
استحقاق شجاع تهاجم به ذات الشخص
لتظهر به حقيقة
لتقول للناس انها كانت غائبة عنهم
و قمت انت الفارس الشجاع بإظهارها
لأنك فارس العدالة النبيل

ربما كانت غائبة عن الأغلبية
ولكنها لم تكن غائبة عنك منذ سنوات
باعترافك .. وقمت باظهارها اليوم
لانها ناسبتك اليوم فقط ..

و في الحقيقة ايضا
نحن عاطفيين متقلبين يا رجل

من كنا نهاجمهم بالأمس
نتعاطف معهم اليوم ..

وفي الحقيقة ايضا
لو قمنا بالكشف عن كل ما نلاحظه ونعرفه
في هذا العالم الافتراضي
لاصبح جحيم عالجميع

ولذلك لا بأس احيانا من التغاضي
والتجاهل والتعاطي المعتدل مع البشر

ولكن لا تحاول ان تظهر نفسك ابدا
بشكل فارس العدالة النبيل في وقت ما

لأن في محاولتك لأدانة هذا الشخص باستخدام ماضيه
لتدلل علي ما هو عليه حاليا ..
ستدين نفسك ..