عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-14, 09:16 AM   #1
مهند ال سعيد

الصورة الرمزية مهند ال سعيد

آخر زيارة »  05-30-14 (04:18 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الذكاء العاطفى وترموستات الخناقات الزوجية



الذكاء العاطفى وترموستات الخناقات الزوجية


كتاب «الذكاء العاطفى» لدانييل جولمان، من الكتب التى لا بد أن تُقرأ أكثر من مرة لأنها دوماً تمنحك زاوية رؤية جديدة أكثر ثراء وأكثر دقة مع كل قراءة، الكتاب يثبت أن معامل الذكاء المعروف بالـiq ليس هو الذكاء الوحيد والفعال، بل من الممكن أن تكون صاحب أعلى معامل ذكاء بين أقرانك وبالرغم من ذلك أنت أفشلهم اجتماعياً وأقلهم نجاحاً فى مهنتك وعندما تجلس معهم فى لقاء تكون منعدم الجاذبية بل منفر!!، إنه الذكاء العاطفى الذى من الممكن ألا يحل المعادلات الرياضية ولكنه يحل وبمنتهى النجاح المعادلات الاجتماعية، فى أحد فصول الكتاب تحدث عن الذكاء العاطفى المفتقد بين الزوجين ووضع يده على جرح غائر يدمر بيوتاً مصرية كثيرة لا تنجح فى فن إدارة خلافاتها الزوجية فتتحول الخناقة التى بدأت بشرارة تافهة إلى طلاق وأحياناً إلى جريمة قتل، تظل درجة الغليان تتصاعد وتتصاعد حتى يتصدع البيت وتنفجر العلاقة، فقر الذكاء العاطفى عند الزوج تتمثل أعراضه فى افتقاره لمهارة وفن الإنصات، لا يعرف أن زوجته فى الخناقة تريد أن تفضفض، هو يصمت، هى تريد مجرد التفاعل، ولو تفاعل هو بدون اتهامات، تفاعل بغرض الفهم لا بغرض التحقير، هنا ستنتهى المسألة، فقر الذكاء العاطفى عند الزوجة هو تحويل نقدها لفعل زوجها إلى نقد لشخصه، إهانة لشخصه، تحقير لشخصه، تضعه فى خندق الدفاع، ظهره إلى الحائط، يبدأ فى الهجوم وإبراز الأنياب والمخالب، تتمزق العلاقة، تزيد الشروخ، تصبح الخسارة مثل سرطان زجاج السيارة لا ينفع معه القص واللزق، الكتاب يقول إن الخناقة الذكية لها ترموستات منضبط يحدد درجة الغليان قبل المرحلة التى يطلق عليها مرحلة طفح الكيل التى لن يجدى معها إصلاح أو رتق أو ترقيع، اضبط ترموستاتك حتى لا تنفجر غلاية العواطف أو براد المشاعر فتفور وتندلق وتطرطش!!، لا تصل فى خناقتك الزوجية إلى مرحلة طفح الكيل، حاول صياغة شكوكك وشكواك صياغة مختلفة اهدأ واعقل وأكثر مغازلة لغدة الرجولة، وحاول أنت أن تشكل لغتك وتبنيها بمواد بناء جديدة تعبر عن رغبتك فى الاحتفاظ والرفقة لا الرغبة فى البيع والهجران، وتذكر أن الحب ليس نقيضه الكراهية فقط بل النقيض الأصعب والأهم هو اللامبالاة، بدلاً من أن تصرخى فى وجهه «انت حابسنى فى البيت زى الجارية ومابتخرجنيش وقاعد تتصرمح.. إلخ»، أخبريه بأن «الخروج معه قد وحشك»!!، بدلاً من إهانتها بأنها أهملت شكلها وملابسها وصارت موضة قديمة حاول أن تقول أنا عايز أعمل ريجيم وتشاركينى فيه وتشجعها عليه!!، إنه مجرد اختلاف فى نحت الألفاظ ولذلك كانت جدتى وجدتك فى منتهى الحكمة عندما قالتا «الملافظ سعد».