عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-14, 11:07 AM   #1
مهند ال سعيد

الصورة الرمزية مهند ال سعيد

آخر زيارة »  05-30-14 (04:18 PM)

 الأوسمة و جوائز

لماذا يكذبون علينا؟/اتمنى المشاركه



لماذا يكذبون علينا؟

ما هو مكتوب هنا هو مجموعة أفكار وخواطر، قمت بتسجيلها، قد لا تعجب البعض، وكالعادة، تلك مشكلتهم لا مشكلتي.
إكتشفت وأكتشف لحد الساعة أن كل ما علمونا إياه في الماضي سواء في المدارس أو في الحياة العامة عبارة عن كذب مطلق حول طبيعة الحياة الحقيقية الواقعية التي نعيشها اليوم.
اليوم أرى أن التاريخ الذي لقنوننا إياه مليء بالأخطاء وبالكذب وفي كل سنة يخرج ما يؤكد لنا ذلك، اليوم أرى أن قصصاً كثيرة رويت لنا لم يتخللها ولو لمرة حديث حول كون ذاك البطل الذي أصبح أيقونة عبر التاريخ في قيادة وزعامة دولة بكاملها عبارة عن فاسد أخلاقياً أو كذاب يبحث عن مصالحه الشخصية فقط، اليوم أرى أن التاريخ الذي يكتب يجعل من القاتل بطلا ومن المقتول ظالما وطاغية، وبعد أعوام قادمة سيتحول القاتل البطل إلى ظالم وطاغية بدوره وهكذا دواليك، ومثله في الأمس القريب والبعيد إكتشفت أن أمورًا مماثلة حدثت. أن تقرأ تاريخ المسلمين فتجده مليئا بالصراعات والانقلابات والقتل والغزو والدسائس وهذا كل تحت لواء لا اله الا الله، وحين ترفع يدك كالطالب المتأدب مستفسراً حول طبيعة ما قرأته وما كتب وهل له علاقة بالدين والأسس التي يتوجب على الحياة الإسلامية أن تسير عليها كما علمونا، قيل لك أنك تشوه تاريخ المسلمين الشرفاء وأن تلك أمة قد خلت ومالكش دعوة بيها، وسيبك في حالك يا أبو الكباتشين.
البارحة علمونا أن الصدق هو العادة وأن الكذب هو الإستثناء، ويوماً بعد يوم أتأكد أننا منذ الأزل والكذب هو العادة والصدق هو الإستثناء، على سبيل المثال لماذا لا يقول أصحاب الأحزاب مثلا أنهم يترشحون لأجل مصالحهم وطموحاتهم الشخصية أو لأسباب أخرى لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بمبادئ وشعارات يكررونها على المسامع، وليتوقفوا عن إدعاء ترشحهم لأجل البلاد وخدمة العباد؟ أين المشكلة في قول هذا، ليس لدي أدنى إعتراض على هذا.
مثال آخر، بعيد عن كذب الأحزاب المعروف، مجرد توثيقك لعلاقاتك ببعض من تتصور أنهم سيفتحون امامك أبواب المستقبل والخير يؤكد أن كل ما تعملته كذب في كذب، وأن الخريطة التي قدمت لك في صغرك لتعيش وفقاً لها هي خريطة كاذبة مفبركة ولا معنى لها.

أي صدق هذا الذي علمونا إياه ونحن نرى أن كل ما حولنا يقول بالعكس، إن أردت الوظيفة أو أردت الدراسة وإن أردت قضاء مصالحك أو تحقيق أهدافك، إن أردت السعي في مشكلة تؤرقك أو في تسهيل مشكلة تؤرق عزيز لديك فهذا كله يتم بكل الطرق إلا الطرق المباشرة الواضحة والصريحة والصادقة كما قيل لنا في الصغر أو كما اوهمونا.

لماذا يكذبون علينا طالما أن ما يحدد طريقك في الحياة هو المال الذي تكتسبه بأي طريقة كانت وطالما أنك ارتفعت في سلمك الإجتماعي لا بعلمك ولا بمهاراتك أو بموهبتك، بل بقوة ونفوذ عرشك وعائلتك وسلالتك، لماذا يكذبون علينا طالما أنك بحاجة لأن تكون **** علاقات كبيرة لتضمن حياة كريمة وتقديرًا اجتماعيا؟ وهذا الوضع ليس خاصاً بوقتنا الحالي، بل كتب التاريخ تؤكد هذا الكلام، الوضع الاجتماعي أياً كان والنفوذ المالي والسلطة يفتحان الأبواب أمامك بكل يسر، وكل الحديث حول الأخلاق والصدق والحرية والديمقراطية هراء ضعه خلف ظهرك.
لو كنتم قلتم لنا منذ الصغر أن هناك خريطة أخرى للحياة غير الخريطة التي نرسمها في عقولنا منذ الصغر، أنه مثلاً لا مشكلة في تكوين دائرة معارف ونفوذ وأن نستخدم الكذب إن استطعنا لتنفيذ أي شيء نريد، لو قلتم لنا بأن كل ما تدرسوننا إياه هو مجرد عبارات ومثاليات لا معنى لها في واقعنا الحالي، لو قلتم لنا أن السياسة العالمية هي أكذوبة كبيرة وأن بلداننا قائمة على خطأ وأننا نسير في الخطأ وسنبقى في الخطأ وأن العالم كله خطأ فحين ستبدو الأمور أوضح وأن القانون الازلي هو الذي يسيرنا “البقاء للأقوى”.
مثال آخر لن يعجب عدداً كبيراً ممن سيقرؤونه، لماذا يصر إعلاميوا الجزيرة مثلا على إعطاء صورة لأنفسهم بأنهم يصارعون لأجل الحرية والديمقراطية في البلدان العربية، هذه الحرية التي بقدرة قادر أصبحت فرض عين على كل مسلم بل إنها تأتي في المقدمة والإسلام بعدها، مع أن الواقع يقول أن قطر نفسها -ممولة ومسيرة الجزيرة- التي تدافع عن الحريات هي أكبر دليل على القمع والانقلاب على الآباء والاستيلاء على السلطة وقهر القبائل الأقلية، وأنها أفضل مثال على الكذب والإدعاء، تاريخ أميرها وعلاقاتها بإسرائيل وأمور عديدة لا يستطيع أحد أن يخفيها تشهد بذلك، أين المشكلة؟ حقا لا أفهم أين هي؟ قولوا لنا ولكل الشعوب أنكم تكذبون، أن لديكم تصوراً آخر للإمارة وطريقة حياتها وسياستها الغير مرتبطة بالضرورة بالعالم العربي، أن لديكم مصالح لغاية في نفس يعقوب لا علاقة لها بالإسلام ولا بالعروبة وأنكم تحرضون وتهيجون الناس وتلفقون الأكاذيب وتغيرون الحقائق وتمارسون الحقارة باحترافية شديدة وأقسم بالله أنني لن أغضب ولن أقول شيئاً حينها، لكن توقفوا عن الكذب، توقفوا عن الإدعاء بأنكم أهل الخير والحرية والانتصار للحق فإنكم مهما فعلتم لن تقنعوا باعوضة بذلك.
قس الأمر على الجزائر، على المغرب، على السعودية، على الإمارات، وعلى كل الدول العربية بدون إستثناء، فالكل يغني على ليلاه بطريقته الخاصة الملتوية الخفية عن الأعين المدركة بالعقول والأفعال، أما الواجهة فهي دوماً تدعي الطهر والبراءة والصدق والسمو.
بإختصار: أنتم تكذبون علينا، والسؤال: لماذا تكذبون علينا؟
تعلمون، تعجبني نانسي عجرم وهيفاء وهبي وكل تلك المغنيات اللاتي يعرضن من أجسادهن كل شيء تقريبا في مقابل أصواتهن المتواضعة، إنهن واضحات. يقلن لك مباشرة نحن هكذا وهذه سلعتنا، إن اردت إشتر، وان لم ترد فتلك مشكلتك، نحن لا نفرض أنفسنا على أحد، الناس تمارس خياراتها بأنفسها، وما لنا سوى أن نقدم لمن يختارنا ما أراد أن يراه ويسمعه من خياره ذاك.
لم أفهم حتى الآن وضعنا، ولا هذا العالم؟ ما الذي يريده الناس؟ ما الذي يريده العالم؟ كل شيء يقول بأن كل شيء هو كعس ما يقال ويفعل.

اليوم لا تستطيع أن تقول رأيك لأي شخص بصراحة، فأنت مرتاب منه تخشاه وتراه مشروع عدو محتمل، لذا فان كل ما تقوم به هو مجموعة حسابات واحتمالات لأفعالك وسلوكياتك وكلماتك لكي تضع حاجزاً وأسواراً تجعلك في بر الأمان منه ومن غيره، ما هذا؟ نحن نخاف من بعضنا البعض، نضع في الواجهة كل عبارات ومبادئ الصدق والأخلاق والأمانة والصراحة ولكننا في الصميم لا نؤمن بشيء من هذا، نحن نخطط لبعضنا البعض، نرى في بعضنا مشاريع ومصالح، نؤمن بالله وبكل صدق في خلوتنا ولما نخرج الى العلن نرمي بإيماننا خلف ظهورنا ونواصل عملية الكذب المتواصل ذاك.