عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-14, 11:04 AM   #1
اهــہات السنـہـين

الصورة الرمزية اهــہات السنـہـين

آخر زيارة »  04-15-19 (05:28 AM)
المكان »  لبى قلبها المدينه المنوره
الهوايه »  الروايات والكتب الروعه
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الامل يصنع المعجزات !!!



الْأَمَلُ هُوَ الشُّعَاعُ الَّذِي يَلُوحُ لِلْإِنْسَانِ فِي دَيَاجِيرِ الْحَيَاةِ فَيَقْهَرُ بِهِ الظُّلُمَاتِ، وَهُوَ الْإِكْسِيرُ الَّذِي يَمْنَحُهُ الْقُوَّةَ الدَّافِعَةَ فَيَتَخَطَّى الصِّعَابَ وَيَنْطَلِقُ لِيُحَقِّقَ مَا يَنْشُدُ مِنْ غَايَاتٍ وَأَهْدَافٍ.
فَالْأَمَلُ يَبْعَثُ النَّشَاطَ فِي الرُّوحِ وَالْبَدَنِ، وَيَدْفَعُ الْكَسُولَ إِلَى الْجِدِّ، وَيَدْفَعُ الْمُجِدَّ إِلَى اسْتِمْرَارِ كِفَاحِهِ، وَيَدْفَعُ الْمُخْفِقَ إِلَى تَكْرَارِ الْمُحَاوَلَةِ حَتَّى يَنْجَحَ، وَيُحَفِّزُ النَّاجِحَ لِمُضَاعَفَةِ الْجُهْدِ لِيَزْدَادَ نَجَاحُهُ، فَبِالْأَمَلِ يَذُوقُ الْمَرْءُ طَعْمَ السَّعَادَةِ وَلَذَّةَ الْحَيَاةِ.
دِينُنَا يَحُثُّنَا عَلَى التَّمَسُّكِ بِالْأَمَلِ:
وَقَدْ حَثَّ دِينُنَا الْحَنِيفُ عَلَى التَّمَسُّكِ بِالْأَمَلِ، وَنَهَانَا عَنْ الِاسْتِسْلَامِ لِلْيَأْسِ مَهْمَا وَقَفَ أَمَامَنَا مِنْ صُعُوبَاتٍ، وَمَهْمَا ضَاقَتْ بِنَا الْحَالُ وَاسْتَحْكَمَتْ عَلَيْنَا الظُّرُوفُ، وَيَحُثُّنَا عَلَى مُوَاجَهَتِهَا وَقَهْرِهَا بِالْأَمَلِ وَالتَّفَاؤُلِ، وَالْأَخْذِ بِأَسْبَابِ الْقُوَّةِ وَالْعَمَلِ، قَالَ تَعَالَى: (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)) [يوسف: 87]، فَانْظُرْ كَيْفَ عَدَّ الْيَأْسَ مِنْ أَفْعَالِ الْكَافِرِينَ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًـا مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الشَّــرِيفِ مِنْ قَوْلِهِ (صلى الله عليه وسلم): “احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجِزْ” [رواه مسلم].
أَضِفْ إِلَى ذَلِكَ أَنَّ سِيرَةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم) تَعُجُّ بِالْمَوَاقِفِ الَّتِي تُبَيِّنُ قِيمَةَ التَّفَاؤُلِ وَالتَّحَلِّي بِالْأَمَلِ، أَلَمْ تَسْمَعْ رَدَّ النَّبِيِّ عَلَى رَفِيقِ الْهِجْرَةِ سَيِّدِنَا أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (رضي الله عنه) فِي غَارِ ثَوْرٍ، وَقَدْ أَشْرَفَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ عَلَى بَابِ الْغَارِ يُرِيدُونَ قَتْلَهُمَا إِذْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: “لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا”؟ أَلَيْسَ فِي ذَلِكَ مَا يَعْكِسُ الْتِزَامَ نَبِيِّنَا الْكَرِيمِ الْأَمَلَ وَالْإِيمَانَ بِلُطْفِ اللهِ وَمَنِّهِ فِي أَحْلَكِ الْمَوَاقِفِ؟
الْأَمَلُ نُورُ الْحَيَاةِ:
وَقِصَصُ الْكِفَاحِ الَّتِي تُثْبِتُ أَهَمِّيَّةَ الْأَمَلِ فِي الْحَيَاةِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يَحْوِيَهَا كِتَابٌ، وَهُنَاكَ الْعَدِيدُ مِنَ النَّمَاذِجِ الْبَارِزَةِ الَّتِي تُعَدُّ أَمْثِلَةً تُحْتَذَى فِي الْمُثَابَرَةِ وَالتَّمَسُّكِ بِالْأَمَلِ، فَهَذَا الْأَدِيبُ الْكَبِيرُ (طه حسين) اسْتَطَاعَ عَلَى الرَّغْمِ مَنْ فِقْدَانِهِ الْبَصَرَ فِي صِغَرِهِ أَنْ يَكُونَ أَحَدَ أَعْلَامِ الْأَدَبِ الْعَرَبِيِّ، وَهَذِهِ الْأَمْرِيكِيَّةُ (هيلين كيلر) لَمْ تُقْعِدْهَا إِصَابَتُهَا بِالصَّمَمِ وَالْبَكَمِ وَالْعَمَى عَنْ إِتْمَامِ دِرَاسَتِهَا وَالْحُصُولِ عَلَى الدُّكْتُورَاه، فَمَا الَّذِي دَفَعَ هَؤُلَاءِ وَغَيْرَهُمْ إِلَى تَغْيِيرِ وَاقِعِهِمُ الْمَرِيرِ؟ وَإِلَى رُؤْيَةِ الْحَيَاةِ بِنَظْرَةٍ مُخْتَلِفَةٍ؟ إِنَّهُ الْأَمَلُ الَّذِي يَصْنَعُ الْمُعْجِزَاتِ، وَصَدَقَ الْقَائِلُ: “الْيَأْسُ سُلَّمُ الْقَبْرِ، وَالْأَمَلُ نُورُ الْحَيَاةِ”.
إِنَّ الْأَمَلَ يَصْنَعُ الْمُعْجِزَاتِ، وَهُوَ مُولِّدُ الطَّاقَاتِ، وَمُفَجِّرُ يَنَابِيعِ الْقُدْرَاتِ، وَلَوْلَا سِلَاحُ الْأَمَلِ لَاسْتَعْصَى عَلَى الْإِنْسَانِ مُجَابَهَةُ مَصَائِبِ الْحَيَاةِ وَشَدَائِدِهَا، وَلَوْلَاهُ لَسَيْطَرَ الْيَأْسُ عَلَى قَلْبِهِ، وَتَذَكَّرْ دَائِمًا قَوْلَ الشَّاعِرِ:
وَلَرُبَّ نَازِلَــةٍ يَضِيقُ بِهَا الْفَتَى ذَرْعًا وَعِنْدَ اللهِ مِنْهَا الْمَخْرَجُ
ضَاقَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُهَا فُرِجَتْ وَكُنْتُ أَظُنُّهَا لَا تُفْرَجُ