عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-14, 11:40 PM   #1
فتى الرياض

الصورة الرمزية فتى الرياض

آخر زيارة »  02-20-21 (10:29 PM)

 الأوسمة و جوائز

لعنة المثاليه.......



بلسان منفعل ونبضات متسارعة قالت: أريد الطلاق!
فالوضع لا يحتمل والحال مزعج لا يصبر عليه!
خيرا" يا أختي!!

قالت: زوجي غير متدين!
قلت: هل هو مدمن؟ تارك للصلاة؟! عاق لوالديه؟
قالت: لا، بل هو حسن الأخلاق كريم بار يصل رحمه!
ولكن!!
هو قليل قيام الليل ولا يحرص على السنن الراتبة!!
امتلكتني الدهشة ونال مني العجب!
قلت لها: لعلك تستعجلين في طلب الطلاق
وبعدها سأخطب زوجك لإحدى قريباتي!!
* أخرى تقول مللت من حياتي وضقت بزوجي ذرعاً وكرهت العيش معه!! ولا بديل عن الانفصال! أتعرفون السبب؟
فقط .. يتأخر أحياناً عن إتمام حاجات البيت ولا يخرج بها للتنزه إلا مرة في الأسبوع!


* آباء ضربت لعنة الكمال أطنابها في أعماقهم!
* يريدون أولادهم في الصف الأول في المسجد، ويريدونهم في الترتيب الأول في الدراسة، ويريدونهم لطيفين رقيقين أشداء كرماء شجعان!!
* أزواج محدودو التفكير، بسطاء العقل، يريد زوجته في أناقة أخته، ورشاقة عمته, وثقافة خالته، وحسن تدبير والدته!!!
صورٌ مشوّهة لأشخاص غرقوا في محيط المثالية!
وأقول لهؤلاء هل أنتم مبرؤون من العيوب؟
هل نزلتم من السماء حتى تطالبوا الآخرين بأن يكونوا كالملائكة؟
طلاب وهم وعشاق سراب وعطشى أحلام كاذبة!
نفوس معقدة تتبع الزلات وتلاحق الهفوات، بل تعد الأنفاس! والنتيجة حياة بائسة وعلاقات سيئة!


* إن المقياس المنصف العادل للبشر يكمن بما يغلب على حاله من خير أو شر!
وحتى مع أنفسهم لا يقدرون إنجازاتهم، ولا يحترمون عطاءاتهم، ولا يثمنون بطولاتهم، يمارسون هوايتهم الذميمة (جلد الذات) كلما أخطؤوا
وتلك أبشع جريمة ترتكب مع النفس، حيث القفز على طبيعتها!
قتلتهم (لعنات الكمال) وأودت بهم في مقبرة احتقار الذات وتحطيم النفس!
مكبلون في سجن (المثالية!)قد اختنقت حياتهم تحت ركام ضيق الأفق.
عبثت في عقولهم وسممتها (المقاييس العالية!).
لا ينظرون إلى ما متعهم الله سبحانه به من صحة ومال ووقت وذكاء.. ولا يقيمون له وزناً!
إن تمام العقل وكمال الرؤية ودلالة النضج في النظرة المتزنة الواعية.
حيث يمتلك الشخص معها روحاً مشرقة وعقلاً ناضجاً يعي الإيجابيات ويعطيها قدرها، يثمنها ويحمد الله عليها فالنتيجة المحتملة لمن لا يشكر النعمة هي أن تسلب منه!
إن من سبل الحياة السعيدة تغيير نمط التفكير، وهذا يتطلب ابتداء تجفيف ينابيع (المثالية) الزائفة
وعدم الوقوع في مستنقع (لعنة الكمال) فهي تفسد كل شيء!
والتخفيف من النزعة المثالية بتقبل الناس كما هم أولاً ثم العمل على تغييرهم بقلب رحيم ولسان هادئ وصبر ومثابرة
وتذكر أن نفسك هي الأولى بكل هذا.