رأيتها هائمه على وجهها
لا تدري الى اين تذهب
والى من تلجأ
قابلتها وهي مفزوعة شارد ذهنها
تسكب دموعا لا حصر لها
وصرخات لا صدى لها
تئن أنين العاجز الضعيف
وتزفر زفرات الفاقد الجريح
رأيت على محياها هموم الدنيا بأسرها
ورأيت في عينيها مآسي البؤس بكل تفاصيله
أمسكتها وجثوت على ركبتي لصغرها
حادثتها فلم تستطع الرد من شهقات بكائها
طبطبت على رأسها. ومسحت دمعاتها
واحتضنتها لأهدئ من روعها
واقلل من ضربات قلبها الراجف
وعندما أحست بدفئ وصدق مشاعري
هدأ قلبها وجفت مدامعها وتلاشت شهقاتها
سألتها من انتي؟ ومن اين اتيت؟ وماذا اصابك؟
اين امك وابوك واخوتك؟
قالت وصدرها يكاد يتشقق عن فؤاده
ابي قتل مكتوف اليدين عاجز عن الدفاع عنا
وامي باتت مغتصبه لا حول لها ولا قوه
ثم اصبحت منحورة بسكين الغدر
أما أخي فكبلوه بعد ان دافع عني وبنيران حقدهم احرقوه
واختي جروها من شعرها لمكان مجهول ولكننا نعرف ما سيحصل مسبقا
فلا شيء غير الاغتصاب ثم القتل او تعيش وفي احشائها إبن قاتل اهلها
واخيرا بيتنا هدم على من بقي منا
وها أنا اهرب من الموت الى الموت فكيف سأحيا بلا اب وام واخ واخت
وهل ستكون حياتي من بعدهم سعيده

صمت في ذهول وحسرة وحزن
فأضلاعي تكاد ان لا تتماسك
وقلبي يرتجف بجنون
ومدامعي انفجرت بسيل من الدموع
وقلت لها إن كان الغدر قد حرمك اهلك
فأنتي الان كإبنتي وزوجتي كأمك
وأبني أخيك وأبنتي أختك
ولك مني الوعد ان تبقي كإبنتي
وأن ابكي كلما رأيت اباك وأمك في عينيك


إنها الطفلة السوريه