تقول امرأة العزيز ليوسف عليه السلام :
هيت لك
قال :
معاذ الله
وكلمة هيت لك فيها من الجذب والإغراء والفتنة ما يقود النفس الأمارة
للاستجابة ، ولكن الله سلم وعصم ولطف.
ويا لمقام يوسف عليه السلام ، وقوته وصلابة عزيمته وجلالة نفسه
يوم هزم هذا الإغراء الفاتن بالكلمة الطاهرة الخالدة
معاذ الله
وياليت كل مسلم إذا ماجت أمامه الفتن وتعرضت له الإغراءات
أن يفزع إلى :
معاذ الله
ليجد الحفظ والصون والرعاية
ويحتاج المسلم كل وقت إلى عبارة
معاذ الله ،
فالدنيا بزخرفتها وزينتها تناديه :
هيت لك
والمنصب ببريقه وطلائه يصيح :
هيت لك
والمال بهالته وصولته يقول :
هيت لك
والمرأة بدلالها وحسنها وسحرها تعرض نفسها وتصيح :
هيت لك
فمن ليس عنده
معاذ الله ماذا يصنع ؟
وإن الفتنة التي تعرض لها يوسف لهي كبرى ، وإن الإغراء الذي لقيه
لهو عجيب ، فهو عليه السلام شاب غريب في الخلوة وفي أمن الناس
لأنها زوجة الملك ، ثم هي مترفة متزينة ذات منصب وجمال وشرف ومال
وهي التي غلقت الأبواب ودعته إلى نفسها فاستعصم ، ورأي برهان ربه
ونادى :
معاذ الله
فكان الانتصار على النفس الأمارة والهوي الغلاب ، فصار يوسف مثلا
لكل عبد غلب هواه ، خاف ربه ، وحفظ كرامته ، وصان عرضه.
ونحن في هذا العصر بأمس الحاجة إلى مبدأ :
معاذ الله
فالمرأة السافرة ، والشاشة الهابطة ، والمجلة الخليعة ، والأغنية الماجنة
كلها تنادي :
هيت لك
وجليس السوء ، والصاحب الشرير ، وداعية الزور ، وشاعر الفتنة
كلهم يصيحون
هيت لك
فإن وفق الله وحصلت العناية ، وحلت الرعاية صاح القلب
صيحة الوحداني :
معاذ الله. كلمات للشيخ الدكتور
عائض القرني
.