عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-15, 12:05 AM   #1
البرنس الجنوبي

الصورة الرمزية البرنس الجنوبي

آخر زيارة »  02-10-15 (11:42 PM)
الهوايه »  الرياضه
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

 الأوسمة و جوائز

افتراضي أخلاق الكاتب في رسالة الكتابة و سنقول للمخطئ أخطأت وللصائب أصبت



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


اما بعد أحبتي

الكتابة أمانة ورسالة وانتماء ، وهي ليست لغرض الترف أو التسلية ، ولا هي سلعة للبيع والشراء ، بحيث يتسابق المنتفعون من ورائها ، يلهثون ويرقصون ، مطبلين مزمرين في كل زفة وسهرة وجلوة وشوفيني يا مرت خال .



الكتابة عصارة الفكر وآلام البحث ، وتعبير عن واقع بمداد ما ، فإما أن يكون مداد دم ودمع ، وإما أن يكون مداد بول وبصاق ( أجلَّ الله القارئين ) ، وبعيدا كل البعد عن المشارب الفكرية والرؤى الأيديولوجية ، فالكاتب الحر الشريف هو الذي يبتعد عن نعيق البوم والغربان ، مهما كانت أفكاره ، متحصنا ضد الرشوة ، ولا يجيد اللعب على الحبال ، ولا يعرف للانتهازية طريقا ، لا يخضع لسلطة ولا لمال ، وبغض النظر عن أيديولوجيته ؛ لأن جميع شرفاء الكلمة سيلتقون حتما في نقاط ارتكاز محورية عندما تقهر أقلامهم الجلادين ، باذلا كل جهد ، وكل غال ورخيص ، من أجل تبيان الفكرة ومصلحة الناس المضطهدين والمعذبين ، والفقراء والمحرومين والمظلومين الخ ، لذلك تجده يكتب بحرقة وألم ، لكتابته رائحة خاصة ومذاق متميز ، عندما تقرأ له ، كأن روح نصه ومعانيه تلامس روح ذاتك ، تدغدغ معانيه خلجات قلبك .



لا يكتب منتفعا ، ولا يكتب وقد سمح لنفسه أن يبيع تفكيره وضميره في سوق النخاسة ، وينهج نهجا علميا ومعرفيا بما تمليه عليه قناعاته برسوخ وثبات ، مفكر رقيق كأنه متصوف زاهد ، متواضع لا يعرف للنرجسية والانتفاخ طريقا ، مرهف الحس ، يحمل في قلبه هموم الوطن والأمة .




كم من كاتب يكتب والدموع تسيل على وجنتيه وقضايا الأمة شغله وفكره ؟ وكم من كاتب يكتب وقد فتّحت الكتابة جروح قلبه ؟ كم من كاتب يكتب ثائرا من أجل الحق ولا شيء غير الحق ؟ .



وكم من كاتب يكتب من فوق برجه العاجي ، منتفخا كالطبل لا يفقه معنى التواضع والبساطة ، منتفعا متملقا متوسلا منتهزا ، باع دينه بعرض من الدنيا ؟



الكتابة انتماء وترجمة لنهج ورؤية أيها السادة ، وهي إما أن تكون تعبيرا قويا عن تفاهة الكاتب وضحالته ، وإما أن تكون سلاحا يطيح برؤوس الجبابرة والمنتفعين والمتسلقين ، سلاح هو أقوى من النيران والسيوف ، وكم من الأقلام قد صنعت ثورات الشعوب ، وغيرت مجرى التاريخ ، وشيدت معالم وحقائق لا يمكن نسيانها ، رغم فقر أصحاب تلك الأقلام وجوعهم ، ومرضهم وسجنهم وقهرهم ، وأحيانا قتلهم ، فلم يتراجعوا ولم يستسلموا ، حتى تحولت دماءهم وتضحياتهم إلى جسور عبرت من فوقها الأجيال ، ونور يُهتدى بها في حلكة الظلام .



الكتابة الحرة وسيلة من وسائل الالتقاء والاتصال والتقارب ، ونسج علاقات حية جميلة وهي لا بد من أن تثمر ، ولا بد من أن تؤتي الثمار أُكلها ، من خلال الالتقاء الحي حول القواسم المشتركة الكثيرة ، التي تجمع بين أحرار العالم في كل مكان مهما تباينت مشاربهم الفكرية .



وسنقول للمخطئ أخطأت وللصائب أصبت