عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-15, 08:23 AM   #1
شموخ المجد

آخر زيارة »  04-22-24 (02:14 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي المناهي اللفظية لفضيلة الشيخ بن عثيمين - رحمه الله -





المناهي اللفظية

لفضيلة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -

**************************************

1- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عما يقول بعض الناس من أن تصحيح الألفاظ غير مهم مع سلامة القلب‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ إن أراد بتصحيح الألفاظ إجراءها على اللغة العربية فهذا صحيح فإنه لا يهم - من جهة سلامة العقيدة - أن تكون الألفاظ غير جارية على اللغة العربية ما دام المعنى مفهومًا وسليمًا‏.‏

أما إذا أراد بتصحيح الألفاظ ترك الألفاظ التي تدل على الكفر والشرك فكلامه غير صحيح بل تصحيحها مهم، ولا يمكن أن نقول للإنسان أطلق لسانك في قول كل شيء ما دامت النية صحيحة بل نقول الكلمات مقيدة بما جاءت به الشريعة الإسلامية‏.‏

2- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن هذه الأسماء وهي‏:‏ إبراز - ملاك - إيمان - جبريل - جنى‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ لا يتسمى بأسماء أبرار، وملاك، وإيمان، وجبريل أما جنى فلا أدري معناها‏.‏

3- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن صحة هذه العبارة‏:‏ ‏(‏أجعل بينك وبين الله صلة وأجعل بينك وبين الرسول صلة‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلًا‏:‏ لا الذي يقول أجعل بينك وبين الله صلة أي بالتعبد له واجعل بينك وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، صلة أي باتباعه فهذا حق‏.‏ أما إذا أراد بقوله أجعل بينك وبين الرسول صلى الله عليه وسلم صلة أي اجعله هو ملجأك عند الشدائد ومستغاثك عند الكربات فإن هذا محرم بل هو شرك أكبر مخرج عن الملة‏.‏

4- سئل فضيلة الشيخ عن هذا القول ‏(‏أحبائي في رسول الله‏)‏‏؟‏

فأجاب فضيلته قائلا‏:‏ هذا القول وإن كان صاحبه فيما يظهر يريد معنى صحيحًا، يعني‏:‏ أجتمع أنا وإياكم في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا التعبير خلاف ما جاءت به السنة، فإن الحديث ‏(‏من أحب في الله، وأبغض في الله‏)‏، فالذي ينبغي أن يقول‏:‏ أحبائي في الله - عز وجل - ولأن هذا القول الذي يقوله فيه عدول عما كان يقول السلف، ولأنه ربما يوجب الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغفلة عن الله، والمعروف عن علمائنا وعن أهل الخير هو أن يقول‏:‏ أحبك في الله‏.‏

5- سئل فضيلة الشيخ إذا كتب الإنسان رسالة وقال فيها ‏(‏إلى والدي العزيز‏)‏ أو ‏(‏إلى أخي الكريم‏)‏ فهل في هذا شيء‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذا ليس فيه شيء بل هو الجائز قال الله تعالى‏:‏‏{‏لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة، الآية ‏(‏128‏)‏‏]‏ وقال - تعالى -‏:‏‏{‏وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة، الآية ‏(‏23‏)‏‏]‏ وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏عن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف‏)‏‏.‏ فهذا دليل على أن مثل هذه الأوصاف تصح لله - تعالى - ولغيره ولكن اتصاف الله بها لا يماثله شيء من اتصاف المخلوق بها، فإن صفات الخالق تليق بها وصفات المخلوق تليق به‏.‏

وقول القائل لأبيه أو أمه أو صديقه ‏(‏العزيز‏)‏ يعني أنك أبدا الصفة التي تكون لله وهي العزة التي لا يقهره بها أحد، وإنما يريد أنك عزيز على وغال عندي وما أشبه ذلك‏.‏

6- وسئل‏:‏ عن عبارة ‏(‏أدام الله أيامك‏)‏?‏

فأجاب بقوله‏:‏ قول ‏(‏أدام الله أيامك‏)‏ من الاعتداء في الدعاء لأن دوام الأيام محال مناف لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ‏}‏ ‏[‏سورة الرحمن، الآيتان ‏(‏26 - 27‏)‏‏]‏‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنبياء، الآية ‏(‏34‏)‏‏]‏‏.‏

7- وسئل ما رأي فضيلتكم في هذه الألفاظ جلاله وصاحب الجلالة، وصاحب السمو‏؟‏ وأرجو وآمل‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ لا بأس بها إذا كانت المقولة فيه أهلا لذلك، ولم يخشى منه الترفع والإعجاب بالنفس، وكذلك أرجو وأمل‏.‏

8- سئل فضيلة الشيخ عن هذه الألفاظ ‏(‏أرجوك‏)‏، ‏(‏تحياتي‏)‏، و‏(‏أنعم صباحًا‏)‏، و‏(‏أنعم مساءً‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ لا بأس أن تقول لفلان ‏(‏أرجوك‏)‏ في شيء يستطيع أن يحقق رجائك به‏.‏

وكذلك ‏(‏تحياتي لك‏)‏‏.‏ و‏(‏لك منى التحية‏)‏‏.‏ وما أشبه ذلك لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا‏}‏ ‏[‏سورة النساء ، الآية ‏(‏86‏)‏‏]‏‏.‏ وكذلك ‏(‏أنعم صباحًا‏)‏ و‏(‏أنعم مساءً‏)‏ لا بأس به، ولكن بشرط ألا تتخذ بديلًا عن السلام الشرعي‏.‏

9- وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ عمن يسأل بوجه الله فيقول أسألك بوجه الله كذا وكذا فما الحكم في هذا لقول‏؟‏

فأجاب قائلًا‏:‏ وجه الله أعظم من أن يسأل به الإنسان شيئًا من الدنيا ويجعل سؤاله بوجه الله - عز وجل - كالوسيلة التي يتوصل بها إلى حصول مقصوده من هذا الرجل الذي توسل إليه بذلك، فلا يقدمن أحد على مثل هذا السؤال، أي لا يقل وجه الله عليك أو أسألك بوجه الله أو ما أشبه ذلك‏.‏

10- وسئل فضيلة الشيخ حفظه الله‏:‏ ما رأيكم فيمن يقول ‏(‏آمنت بالله، وتوكلت على الله، واعتصمت بالله، واستجرت برسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ أما قول القائل ‏(‏أمنت بالله، وتوكلت على الله، واعتصمت بالله‏)‏ فهذا ليس فيه بأس وهذه حال كل مؤمن أن يكون متوكلا على الله، مؤمنا به، معتصما به‏.‏

وأما قوله ‏(‏واستجرت برسول الله صلى الله عليه وسلم‏)‏ فإنها كلمة منكرة والاستجارة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته لا تجوز أما الاستجارة به في حياته في أمر بقدر عليه فهي جائزة قال الله - تعالى -‏:‏ ‏{‏وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ‏}‏ ‏[‏سورة التوبة، الآية ‏(‏6‏)‏‏]‏‏.‏

فالاستجارة بالرسول صلى الله عليه وسلم، بعد موته شرك أكبر وعلى من سمع أحدا يقول مثل هذا الكلام أن ينصحه، لأنه قد يكون سمعه من بعض الناس وهو لا يدري ما معناها وأنت ‏(‏يا أخي‏)‏ إذا أخبرته وبينت له أن هذا شرك فلعل الله أن ينفعه على يدك‏.‏ والله الموفق‏.‏