عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-15, 08:31 AM   #4
شموخ المجد

آخر زيارة »  04-22-24 (02:14 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



27- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ قول القائل ‏(‏أنا مؤمن إن شاء الله‏)‏ يسمى عند العلماء ‏(‏مسألة الاستثناء في الإيمان‏)‏ وفيه تفصيل‏:‏

أولا‏:‏ إن كان الاستثناء صادرًا عن شك في وجود أصل الإيمان فهذا محرم بل كفر ؛ لأن الإيمان جزم والشك ينافيه‏.‏

ثانيا‏:‏ إن كان صادرًا عن خوف تذكية النفس والشهادة لها بتحقيق الإيمان قولا وعملا واعتمادا، فهذا واجب خوفا من المحذور‏.‏

ثالثًا‏:‏ إن كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة، أو بيان التعليل وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشية الله، فهذا جائز التعليق على هذا الوجه - أعني بيان التعليل - لا ينافي تحقيق المعلق فإنه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققة كقوله - تعالى -‏:‏‏{‏لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ‏}‏ ‏[‏الفتح‏:‏ 27‏]‏‏.‏ والدعاء في زيارة القبور ‏(‏وإنا إن شاء الله بكم لاحقون‏)‏ وبهذا عرف انه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء في الإيمان بل لابد من التفصيل السابق‏.‏


28- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول ‏(‏فلان المرحوم‏)‏‏.‏ و‏(‏تغمده الله برحمته‏)‏ و ‏(‏انتقل إلى رحمه الله‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ قول ‏(‏فلان المرحوم‏)‏ أو ‏(‏تغمده الله برحمته‏)‏ لا بأس بها، لأن قولهم ‏(‏المرحوم‏)‏ من باب التفاؤل والرجاء، وليس من باب الخبر، وإذا كان من باب التفاؤل والرجاء فلا بأس به‏.‏

وأما ‏(‏أنتقل إلى رحمه الله‏)‏ فهو كذلك فيما يظهر لي إنه من باب التفاؤل، وليس من باب الخبر، لأن مثل من أمور الغيب ولا يمكن الجزم به، وكذلك لا يقال ‏(‏انتقل إلى الرفيق الأعلى‏)‏‏.‏


29- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن عبارة ‏(‏لكم تحياتنا‏)‏ وعبارة ‏(‏أهدي لكم تحياتي‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ عبارة ‏(‏لكم تحياتنا، وأهدي لكم تحياتي‏)‏ ونحوهما من العبارات لا بأس بها قال الله - تعالى ‏{‏وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 86‏]‏‏.‏ والتحية من شخص لآخر جائزة، وأما التحيات المطلقة العامة فهي لله، كما أن الحمد لله، والشكر لله، ومع هذا فيصح أن نقول حمدت فلان على كذا وشكرته على كذا قال الله - تعالى-‏:‏ ‏{‏أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ‏}‏ ‏[‏لقمان‏:‏ 14‏]‏ ‏.‏

30- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ يقول بعض الناس‏:‏‏(‏أوجد الله كذا‏)‏، فما مدى صحتها‏؟‏ وما الفرق بينها وبين‏:‏ ‏(‏خلق الله كذا‏)‏ أو ‏(‏صور الله كذا‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ أوجد أو خلق ليس بينهما فرق، فلو قال‏:‏ أوجد الله كذا كانت بمعنى خلق الله كذا، وأما صور فتختلف لأن التصوير عائد إلى الكيفية لا إلى الإيجاد‏.‏


31- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن حكم التسمي بالإيمان‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ الذي أرى أن اسم إيمان فيه تذكية وقد صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه غير اسم ‏(‏بره‏)‏ خوفًا من التذكية ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن زينب كان اسمها بره فقيل تذكي نفسها فسماها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ زينب ‏(‏10 / 575 الفتح‏)‏، وفي صحيح المسلم ‏(‏3/1687‏)‏ عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال كانت جويرية اسمها بره وحول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اسمها جويرية وكان يكره أن يقال خرج من عند بره، وفيه أيضا ص 1638 عن محمد بن عمر ابن عطاء قال سميت بنتي بره فقالت لي زينب بنت أبي سلمة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهي عن هذا الاسم وسميت بره فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏لا تذكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم‏)‏ فقالوا‏:‏ بمن نسميها‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏سموها زينب‏)‏ فبين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجه الكراهة للاسم الذي فيه التذكية وإنها من وجهين‏:‏

الأول‏:‏ أنه يقال خرج من عند بره وكذلك يقال خرج من بره‏.‏

والثاني‏:‏ التذكية والله أعلم منا بمن هو أهل التذكية‏.‏

على هذا ينبغي اسم إيمان لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهي عما فيه تذكية، ولا سيما إذا كان اسما لامرأة لأنه للذكور أقرب منه للإناث لأن كلمة ‏(‏إيمان‏)‏ مذكرة ‏.‏‏.‏


32- سئل فضيلته‏:‏ عن التسمي بالإيمان‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ اسم إيمان يحمل نوعًا من التذكية وبهذا لا تنبغي التسمية به لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير اسم بره لكونه دالا على التذكية، والمخاطب في ذلك هم الأولياء الذين يسمون أولادهم بمثل هذه الأسماء التي تحمل التذكية لمن تسمي بها، أما من كان علما مجردا لا يفهم منه التذكية فهذا لا بأس به ولهذا نسمي بالصالح والعلي وما أشبهما من الأعلام المجردة التي لا تحمل معنى التذكية‏.


33- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ ما حكم هذه الألقاب ‏(‏حجة الله‏)‏ ‏(‏حجة الإسلام‏)‏ ‏(‏آية الله‏)‏‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ هذه الألقاب ‏(‏حجة الله‏)‏ ‏(‏حجة الإسلام‏)‏ ألقاب حادثة لا تنبغي لأنه لا حجة لله على عباده إلا الرسل‏.‏ وأما ‏(‏آية الله‏)‏ فإني لا أريد المعنى الأعم وهو يدخل في كل شيء‏:‏

وفي كل شيء له آية ‏.‏‏.‏ تدل على أنه واحد‏.‏

وإن أريد لانه آية خارقة بهذا لا يكون إلا على أيدي الرسل، لكن يقال عالم، مفتي، قاضي، حاكم، إمام، لمن كان مستحقا لذلك‏.‏


34- سئل الشيخ‏:‏ عن هذه العبارات‏:‏ ‏(‏باسم الوطن، باسم الشعب، باسم العروبة‏)‏‏؟‏

فأجاب قائلا‏:‏ هذه العبارات إذا كان الإنسان يقصد بذلك أنه يعبر عن العرب أو يعبر عن أهل البلد فهذا لا بأس به، وأن قصد التبرك والاستعانة فهو نوع من الشرك، وقد يكون شركا أكبر بحسب ما يقوم في قلب صاحبه من التعظيم بمن استعان به‏.‏


35- سئل فضيلته‏:‏ هل هذه العبارة صحيحة ‏(‏بفضل فلان تغير هذا الأمر، أو بجهدي صار كذا‏)‏‏؟‏

فأجاب الشيخ بقوله‏:‏ هذه العبارة صحيحة إذا كان للمذكور أثر في حصوله، فإن الإنسان له الفضل على أخيه إذا احسن إليه، فإذا كان الإنسان في هذا الأمر أثر حقيقي فلا بأس أن يقال‏:‏ هذا بفضل فلان، أو بجهود فلان، أو ما أشبه ذلك، لأن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم جائزة شرعا وحسًا، ففي صحيح مسلم أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في عمه أبي طالب‏:‏ ‏(‏لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار‏)‏‏.‏ وكان أبو طالب يعذب في نار جنهم في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وهو أهون أهل النار عذابًا - والعياذ بالله - فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار‏)‏‏.‏

أما إذا أضاف الشيء إلى السبب وليس بصحيح فإن هذا لا يجوز، وقد يكون شركا، كما لو أضاف حدوث أمر لا يحدثه إلا الله إلى أحد من المخلوقين، أو أضاف شيئا إلى أحد من الأموات أنه هو الذي جلبه له فإن هذا من الشرك في الربوبية‏.